صيادو الحديدة في شباك الحرب والبطاله

‏  3 دقائق للقراءة        564    كلمة

قوارب1الحديدة نيوز- الحديدة-

مع اتساع دائرة الصراع في اليمن، ووصو�ل الحرب إلى مناطق الساحل الغربي، ومنها مدينة الحديدة، تفاقمت الحالة المعيشية لآلاف الصيادين، بعدما توقفوا عن عملهم، نتيجة الحظر الذي تفرضه دول «االعدوان». ولأن معظم سكان الشريط الساحلي التهامي يزاولون مهنة الصيد، ومع تصاعد أعمال العنف والقصف المتكرر لقوارب الصيد، غادر الجميع مناطقهم واتجهوا إلى مناطق أخرى للبحث عن مصدر رزق آخر تاركين مهنة الصيد في البحر، وخوض غمار آخر من العناء في بلد تصل فيه معدلات البطالة إلى أعلى الأرقام.
أبو أيمن، العامل في مهنة صيد الأسماك على ساحل الحديدة، يقول في حديثه إلى  ان القصف الجوي المتواصل منذ عامين جعلنا نتوقف عن العمل وعدم المجازفة في الصيد. حولتنا الحرب من صيادين إلى مصطادين، غارقين في الديون المتراكمة والأزمات».
بنفس الحرقة التي يظهرها أبو أيمن، يؤكد آخرون يمارسون المهنة ذاتها أن هذه المعاناة خلفت خسائر فادحة لدى الصيادين، جعلتهم يتجهون إلى البحث عن عمل آخر يستطيعون من خلاله توفير لقمة العيش لأبنائهم، بعدما أصبحت مهنة الصيد تجلب لهم الموت أكثر من الرزق، خصوصاً بعد سقوط المئات منهم ضحايا للحرب والحصار الذي يطوق السواحل الغربية .

عمر محمد صياد من ابناء الحديدة يقول ان هذه الايام تفاقمت الظروف المعيشيه للصيادين واصبح الالاف منهم في صفوف البطاله بعد ان فقدوا قواربهم او توقفهم عن العمل بسبب الخوف من الاستهداف المستمر للصيادين من الطيران السعودي والبوارج الحربيه التي سبق وقتلت المئات من الصيادين وارتكبت بحقهم مجازر بشعه مثل مجزره عكبان التي راح ضحيتها اكثر من 300 صياد بين شهيد وجريح

بينما حسين علي يقول انه ومنذ بداية الحرب والصياد اليمني يعاني كثيرا فالمشتقات النفطيه ارتفعت اسعارها وادوات الصيد كذلك الامر الذي جعل الصياد عاجزا عن شراء ما يحتاجه من ادوات لرحلة الصيد خصوصا وان ما يصطاده لا يكفي حتى لشراء الديزل لمحرك القارب

واشار الى ان اسر الصيادين تعاني كثيرا والبعض منهم اصبح لا يجد حتى قيمة رغيف خبز له ولاولاده

وذكر تقرير الهيئة العامة للمصائد السمكية، الذي صدر في أبريل الماضي، أن الأضرار والخسائر التي لحقت بالقطاع السمكي والصيادين في اليمن بلغت ثلاثة مليارات و114 مليوناً و330 ألف دولار، فيما بلغ عدد الضحايا من الصيادين الذين طالهم قصف طيران «التحالف» الذي تقوده السعودية، إلى 133 شهيداً، وعدد الصيادين الذين فقدوا مصادر دخلهم 36 ألفاً و668 صياداً. وأكد التقرير ذاته أن القصف تسبب في توقف أربعة آلاف و586 قارباً عن العمل، معظمها بمديرية ميدي بمحافظة حجة ومدينة ذباب والمخا بمحافظة تعز، قدرت خسائرها بـ 655 مليوناً و170 ألف دولار.
معلومات «العربي» تشير إلى أنه في خلال العامين السابقين، تضرر الآلاف من الأيدي العاملة في مجال الصيد، وقد قال وزير الثروة السمكية في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في الرياض، فهد كفاين، إن «60 بالمائة من الصيادين اليمنيين في القطاع السمكي، لا يستطيعون مزاولة عملهم نتيجة الحرب».
ولأن الصيد يمثل ركناً أساسياً من عمل سكان الساحل الغربي في ظل وضع اقتصادي وأمني صعب للغاية، تحولت حياة الصيادين إلى مأساة حقيقية في ظل عدم رؤية مؤشرات جادة إلى إنهاء الحرب، وغياب جهات حكومية عن قضايا ومعاناة لا حدود لها، خاصة في سواحل مدينة الحديدة التي تعد واحدة من المحافظات اليمنية المهمة في مجال الثروة السمكية، كونها تطل على البحر الأحمر، وفيها يقع أهم مراكز الإنزال السمكي وتصديره.

عن arafat

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *