|
الحديدة نيوز // كتب // عبدالحميد رزاز الكمالي
بإلهام الأنبياء وثقة الأساطير أستل لاعبي منتخبنا الوطني للناشئين أحذيتهم وحقابهم الشبه ممزقة وأحلامهم المنكسرة بأمنياتهم الكبيرة وأعمارهم الصغيرة، بالحقائب المدرسية على ظهورهم, تجمعهم أحلام جرانديزر والكابتن ماجد ودراغون بول
يعبرون في طريق طويل ليكونوا معاً يعبرون ثكنات عسكرية وملاعب مدمرة ونقاط تفتيش وحدود محلية ودولية , وفي فمهم وقلوبهم تجتمع صلاة واحدة ودعوات الأمهات أثناء السجود تساندهم بجانب صدى المآذن والأماكن، وجميعها تدعوا لهم تساندهم أن يحققوا التأهل إلى كأس آسيا للناشئين وكأس العالم .
ونحو تحقيق حلم التأهيل ترك لاعبي منتخب الناشئين خلفهم جراحات عشر سنوات من الحرب وعوائلهم التي تودعهم بدموع الأمنيات أن يصنع الصغار الإنجاز الجديد مثلما فعلوها من قبل
حتى جاء هدهد فيتنام هذه المرة ليخبر هدد سبأ أن الحلم حقق أول خطوة في حلم اليمن الكبير، فكان الميعاد ودخلنا المباراة الحاسمة، ووحده الدعاء القادم من كل شبر في اليمن يثبّت أقدامهم يلهمهم الصمود ليركضوا دون تعب ويخرج كل طاقاتهم ومهاراتهم بفن ومتعة، نفذوا الخطط التكتيكية والهجمات المرتدة، ومن خلف الشاشات كانت ملايين العيون المترقبة لكل هجمة مرتدة تنتقل من الدفاع إلى الهجوم، وآمال وأحلام شعب اليمن، المنتظر للسعادة في البيوت والنوادي والشوارع والأزقة وخلف الهواتف تكبر أكثر وأكثر،
فصنعت أقدام ناشئي منتخب اليمن التأهل إلى نهائيات آسيا وخطفوا بطاقة الصعود عن مجموعتهم في التصفيات، وأشعلوا في قمم جبال اليمن وسواحلها وسهولها وفي بيتوها العتيقة وجبالها الخضراء في شوارعها المنمقة وحصونها المتينة وحضاراتها القديمة العابرة في كل العصور مشاعل الفرح والانتصار، ووحققوا الخطوة الأولى نحو حلم المونديال الذي بات يقترب من صدور اليمنين أجمع.
حينها أحسسنا بدموع عيون الصغار الذي يذرفونها في فيتنام عقب التأهل، وفي عيون الكبار في اليمن وهي تشاهد فرحة غائبة وتتوحد لأول مرة منذ سنوات، اشتبكت الأيادي فرحاً وامتلأت الحناجر بالزغاريد من خلف الأبواب، ورفرف العلم بالملايين , كنا نرى الأضواء تزين السماء وكأن الله أضاء اليمن بفرحة واحدة، فزار فرح التأهل كل المدن والقصور والمنازل المصنوعة من الصفيح، اهتزت النوافذ ارتفعت أبواق السيارات والألعاب النارية والجميع يتبادل التهنئات والحلم الذي تحقق بعدما توقفت جبهات القتال ولو لبعض الوقت من إصدار صوت الكلاشنكوف ومن بث رائحة البارود، وهتفت كلها بحب اليمن نحو المونديال، يرفعون راية يا منتخبنا يا فخرنا.
من فيتنام صنع أبطال منتخب الناشئين الذين لم تتجاوز أعمارهم السادسة عشر أفراح عابرة للمدن كانت بمثابة هدايا الرب التي وضعها الله لنا بعد عشر سنوات حرب لتضمد كل جراحات الأسى المزروع في كل يمني من قتل وتشريد وحصار وقصف وصواريخ ورصاص وفقدان ورحيل وجرحى على عتبة الاستشهاد، كأن الله وضع فرحة التأهل كقطعة قماش تمر فوق جراحات اليمنيين المفتوحة من عدن حتى صنعاء، ومن صعدة إلى المهرة إلى حضرموت, توحدهم تحت افراح التأهل، الهتاف أصبح ذاته يتكرر في شوارع كريتر والشيخ عثمان بعدن وفي السبعين بصنعاء معاك يا منتخب السعادة نحو الوصول لكأس العالم، كأنها تلملم جراحنا تضع في نفوس الناس فرحة غائبة منذ سنوات ليكون المنتخب رسولاً للسعادة رسولاً وبشارة خير لتنتهي الحرب وتولد اليمن الكبير الذي تستوعبنا جميعاً
فكانت كرة القدم هي الوحيدة التي تصنع كل ذلك .
رابط المقال من الفيس بوك
https://www.facebook.com/share/p/ZJRRzmYpgXoTDFCs/