عدن : تكريم لجان الحماية المجتمعية في اختتام مشروع “حقوقيون لأجل السلام”
الحديدة نيوز / عدن/خاص – عـــاد نــعــمــان
اختتمت مؤسسة “ألف باء” مدنية وتعايش في مقرها بمديرية “كريتر” فعاليات الجيل الأول من مشروع “حقوقيون لأجل السلام”، بتكريم أعضاء لجان الحماية وميسرين مجتمعيين في محافظتيّ عدن وأبين، بحضور إدارتيّ المشروع والمؤسسة، بالتزامن مع تكريم أعضاء لجنتيّ الحماية في محافظة صنعاء.
وفي كلمة لمدير المشروع/بهية السقاف قالت: “اليوم يتوج نجاح الجيل الأول من المشروع، متمنيين أن تستمر لجان الحماية في نشاطها المجتمعي التوعوي؛ بنشر ثقافة السلام وتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان ومبادئ وأسس التعايش، وتستهدف مختلف شرائح المجتمع وعدد أكبر من أفراده”، مؤكدةً أن المؤسسة على استعداد تام للتعاون مع لجان الحماية، بتقديم كافة أوجه الدعم لها.
ووجه ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان – مكتب اليمن/عيدي المنيفي كلمة عبر برنامج “الإسكايب” أشار فيها إلى أن المؤسسة كانت عند حسن الظن بإقامة الأنشطة خلال المدة المحددة، رغم التحديات الكبيرة، وأضاف: “نعول كثيرًا على جهود الشباب في نشر السلام وتجذير التعايش، نحن بحاجة ماسة لنرى حقوق الإنسان واقع مُعاش، صار إيقاف الحرب مطلب جماعي وضرورة مُلحة، يجب علينا أن نكرس جهودنا في بناء اليمن الجديد، وندافع عنه بالمحبة والسلام، من أجل الأجيال القادمة ومستقبل أفضل”.
استهدف الجيل الأول من المشروع المذكور آنفًا خمسة وأربعين ناشط حقوقي وخريج كلية حقوق من الجنسين في ثلاث محافظات: عدن، أبين، وصنعاء، استمر على مدى ستة أشهر، ومر بثلاث مراحل، تضمنت تدريب بمبادئ حقوق الإنسان المعنية بمكافحة الإرهاب والداعمة للسلام، وتكوين لجان حماية في المجتمعات المحلية، عملت على التوعية بمخاطر الإرهاب والتطرف انطلاقًا من قوانين حقوق الإنسان المعنية بذلك، ودعم حملات إعلامية بإنتاج فلاشات توعوية حول أهمية التكاتف المجتمعي بالتصدي للإرهاب وتحقيق سلام دائم.
انبثقت في بداية المرحلة الثانية من المشروع لجنتّا حماية في كل محافظة مستهدفة، بمجموع ست لجان حماية، تم توزيع المتدربينـ / ـات عليها، نفذت جلسات توعوية بالمفاهيم السابقة، بمشاركة قيادات سلطات محلية وإعلاميين وطلاب جامعة من الجنسين، هي: (نشطاء السلام) و(يدُا بيد) في صنعاء، (بناء السلام) و (غصون السلام) في عدن، واندمجت لجنتيّ محافظة أبين تحت لجنة حملت اسم (محبيّ السلام)، تبنت لجان الحماية مجموعة من الشعارات الحقوقية ذات العلاقة، منها: “سلام دائم يساوي مستقبل واحد”، “أمة بلا هوية هي أمة بلا مستقبل”، “من حقي أن أعيش بسلام”، و”أريد أن استبدل سلاحي بحقيبة مدرسية”.
تناولت لجان الحماية في الجلسات التوعوية المشاكل المجتمعية وخروقات وانتهاكات حقوق الإنسان التي تتسبب بتشظي النسيج المجتمعي وغياب السلمي الأهلي، وخرجت بجملة من التوصيات من شأنها إيجاد حلول ناجعة لها؛ انطلاقًا من قوانين حقوق الإنسان، كما تطرق النقاش إلى عدد من الظواهر السلبية التي تفشت في المجتمعات بعد الحرب، منها: التسرب من المدارس، تجنيد الأطفال، المناطقية، حمل السلاح، وغيرها..
وفي ذات السياق لا تزال لجان الحماية مستمرة طوعيًا بعقد اجتماعات لأعضائها وتنفيذ جلسات توعوية تستهدف شرائح وفئات عمرية مختلفة في المجتمعات المحلية، كما قامت إحداها بتصميم لوحات إعلامية عملاقة تحوي رسائل عن السلام؛ لإقامتها في الشوارع الرئيسية، وتسعى لجان الحماية إلى إيجاد مقرات دائمة لها، وفتح باب العضوية لاستيعاب عدد أكبر من الناشطين وأفراد من المجتمع، وتوسيع نطاق نشاطها، وإيجاد فرص تمويل من الجهات المانحة؛ لتنفيذ مشاريع تهدف إلى فض النزاعات المحلية وبناء السلام.
وتعتزم مؤسسة “ألف باء” مدنية وتعايش إنتاج فيلم وثائقي عن مراحل الجيل الأول من مشروع “حقوقيون لأجل السلام”، المدعوم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان UNHR – مكتب اليمن، إلى جانب التوعية بقوانين حقوق الإنسان الداعمة لبناء السلام ومكافحة الإرهاب والتخفيف من العنف، في إطار فني إبداعي، كما تستعد المؤسسة لتنفيذ الجيل الثاني من المشروع مطلع العام الجديد.