في ظل الحرب .. الكوليرا إلى متى ستحصد ارواح اليمنيين (تقريرخاص) !

‏  7 دقائق للقراءة        1319    كلمة

 

11

في ظل الحرب .. الكوليرا إلى متى ستحصد ارواح اليمنيين (تقريرخاص)  !

الحديدة نيوز- خاص – علاء الدين الشلالي

أصبحت الكوليرا كابوس مرعب يلاحق اليمنيين في كل دقيقة تمر عليهم رغم الجهود التي تبذل لمكافحتها فان أعداد المصابين بها قد فاق كل التوقعات لدرجة أن أرفع مسؤلين في ثلاث منظمات عالمية اعتبروا انتشارها وتفشيها في المناطق اليمنية بالأسوأ على الإطلاق في العالم ،ولم تعرف اليمن في تاريخها تفشي لوباء يحصد أرواح الآلاف من ساكنيها كما فعلت الكوليرا التي اجتاحت القرى والمدن منذ بدء الحرب التي قضت على ماتبقى من منشات صحية في اليمن ليصل عدد المشتبه باصابتهم بالوباء الي 400 ألف حالة ،

فيما أعلن عن وفاة ألف و900 حالة ،وبحسب منظمات دولية فمن المتوقع ان يصل عدد المصابين بالكوليرا في اليمن الى 600الف حاله ،إحصائيات تنبىء عن كارثة مدمرة للإنسان اليمني  ..

يقول المواطن الدكتور عصام القرودع ويضيف في حديثه لـموقع ” الحديده نيوز” : ” لم نكن نتوقع كأطباء وعاملين في القطاع الصحي في اليمن ان تستفحل جانحة الكوليرا في المحافظات اليمنية بهذا الشكل المخيف يجب أن يتحرك الجميع بقوه لمواجهة هذه الجانحة والا فسيموت الملايين حينها لن ينفع الندم ،يجب على الدولة والمنظمات الدولية والمحلية وجميع افرد المجتمع ان يواجهو الكوليرا بكل الامكانيات المتاحة اليوم كل المنشأت الصحية تكتظ بالمرضى المصابين والمشتبه بإصابتهم بمرض الكوليرا ،لاأحد يتعظ فلاوقاية فردية ولارقابة مجتمعية ، يجب سرعة القضاء على مسببات انتشار هذا الوباءىقبل فوات الأوان .

” ’’لاحدود للكوليرا‘‘ ولم تعد الأحياء الفقيرة المتاخمة للمدن والتي لا تنعدم فيها البنية التحتية الأساسية كالمياه والصرف الصحي مناطق حاضنة للكوليرا بل امتد الوباء الى كل المناطق وفي هذا الاطار يقول فؤاد احمد شاب ثلاثيني يسكن في حي التحرير وسط العاصمة توفت أخته الشهر الماضي بسبب اصابتنها بالكوليرا يقول فؤادفي حديثه لـ الحديده نيوز : “خمس ساعات فقط منذ ان ظهرت اعراض مرض الكوليرا في شقيقتي وبعدها قمنا باسعافها الى مستشفى الكويت القريب من منزلنا ولكن لم يسعفنا القدر وصلنا المستشفى وبعد ساعتين من رقودها على سرير المشفى فارقت شقيقتي الحياه لقد قتلتها الكوليرا رغم أننا في منزلنا كنا حريصين كل الحرص على الوقاية منها ولكن لانعلم مالذي حدث بالضبط .” ،

وانتشرت الكوليرا بشكل لافت في مخيمات النازحين وفي الحارات والاحياء التي لا تستوفي أدنى المتطلبات فيما يتعلق بتوفير إمدادات المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي، وكذلك في المناطق التي تكثر فيها النفايات ’’ التوعية ثم التوعية ‘‘ وأظهر تحليل أجرته رويترز، لبيانات منظمة الصحة العالمية، أن عدد حالات الإصابة بالكوليرا فى اليمن، سيصل إلى 400 ألف حتى كتابة هذا التقرير ، وعلى الرغم من ان الكوليرا مرضٌ مُعدٍ الا ان إمكانية علاجه والحد من انتشاره والوقاية منه حتى في حال تفشيه ممكنة في حال اتباع التعليمات واتخاذ الإجراءات الوقائية التي يحددها الاطباء.

وفي هذا الصدد يقول الدكتورمحمد مقبل : ” يجب ان يكون هناك وعي ودراية من قبل الناس بخطورة الكوليرا التي تنتشر بشكل وباءٍ يصيب العديد ويقتل نسبة كبيرة من المصابين خصوصاً من فئة الأطفال ، ويجب ان يعرفوا اعراضها والمتمثلة بالإسهال الحاد والقي والعطش الشديد والجفاف الحاد وتقلصات مؤلمة في الصدر أو البطن أو الاطراف وانها تحدث جراء ابتلاعِ غذاءٍ أو ماءٍ ملوثٍ ببكتريا الكوليرا”Vibrio cholera” ،ولا تظهر أعراض مرض الكـوليرا بشكل فوري على الشخص المصاب لكن الأمر يستغرق من 12 ساعة كحد أدنى و خمسة أيام كحد أقصى لبداية ظهور الأعراض ويمكن علاج المرض بأملاح الإماهة الفموية، لذا في حال شعور أي شخص بإسهال حاد عليه ان يتوجه الى اقرب وحدة صحية لديه وان لا يستسهل الأمر ” ’’ تحذير دولي ‘‘ بيترو مورر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال زيارته الاخيرة لمحافظة تعز يقول “نحن نواجه دائرة مفرغة حيث تدمر الحرب شبكة توزيع المياه وتصبح المياه غير متوفرة أو تتلوث ويصيب الناس أنفسهم بالعدوى”،وفي ذات السياق حذرت منظمات اليونيسيف و الأغذية العالمي و الصحة العالمية، من تفشي الكوليرا في اليمن ..معتبرة أنها كارثة صحية تعتبر الأسوأ على الإطلاق في العالم.

ونبه بيان صادر عن المدير التّنفيذي لمنظّمة اليونيسيف أنثوني ليك، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي، والمدير العام لمنظّمة الصّحّة العالميّة، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عقب زيارتهم المشتركة الاخيرة لليمن ، من أن اليمن على حافة الوقوع في مجاعة. وأضاف” إننا ندعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة دعمه لشعب اليمن، وإذا ما فشلنا في ذلك، فإن الكارثة التي شهدناها بأم أعيننا لن تستمر في إزهاق الأرواح فقط، بل إنها ستترك آثاراً وخيمة وندوب على الأجيال المقبلة وعلى البلد لسنوات قادمة”. وقال ” لقد قمنا كرؤساء للوكالات الثلاث التابعة للأمم المتحدة اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، بزيارة اليمن لنطلع على حجم هذه الأزمة الإنسانية ليتم على ضوئها زيادة جهودنا المشتركة من أجل مد يد العون إلى الشعب اليمني ” . وأشاروا إلى أن أكثر من 60 في المائة من السكان في عدم اليقين عن وجبتهم القادمة، كما يعاني حوالي مليوني طفل من سوء التغذية الحاد ما جعلهم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا. وأضاف رؤساء الوكالات الثلاث ” قمنا بزيارة أحد المستشفيات حيث يكاد الأطفال يعجزون عن تجميع قواهم من اجل التنفس، وتحدثنا مع عائلات تغلب عليها الحزن على المرضى من احبائهم في حين هذه العائلات تكافح من أجل توفير الطعام “.. مشيرين إلى أنهم أثناء مرورهم في المدينة شاهدوا الضرر والدمار الذي تعرضت له البنية التحتية الحيوية، مثل المرافق الصحية والمياه.

ولفت البيان إلى أنه في خضم هذه الفوضى ينتقل نحو 16 ألف متطوّعا من منزل إلى منزل لكي يزودا العائلات بمعلومات حول كيفية حماية أنفسهم من الإسهال ومن الكوليرا، كما يعمل الأطباء والممرضون وغيرهم من العاملين الأساسيين في مجال الصحة على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح. وأشار البيان إلى أن أكثر من 30 ألف عاملا في مجال الصحّة لا يحصلون على رواتبهم منذ أكثر من عشرة أشهر، ومع ذلك لا يزال العديد منهم يؤدّون مهامهم. وتابع البيان” لقد طلبنا دفع رواتب العاملين في مجال الصحة بأسرع وقت ممكن، وبدون أولئك العاملين نخشى أن يموت المزيد أما بالنسبة لوكالاتنا، فسنواصل دعم العاملين المتفانين بشكل فائق من خلال الحوافز والمكافآت المادية”.

وأشاد المدير التّنفيذي لليونيسيف والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية والمدير العام لمنظّمة الصّحّة العالميّة، بما لمسوه من عمل حيوي تقوم به السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية بما في ذلك الوكالات الثلاث من خلال إنشاء ألف مركز لعلاج الإسهال ونقاط تزويد الإماهة الفموية. ولفتوا إلى أنه لا يزال تقديم المكملات الغذائية والسوائل الوريدية وغيرها من اللوازم الطبية، بما في ذلك سيارات الإسعاف جارياً، وكذلك إعادة بناء الهياكل الأساسية الحيوية من إعادة تأهيل المستشفيات، والمراكز الصحية وشبكة المياه والصرف الصحي، فيما لا يزال العمل جاريا مع البنك الدولي في شراكة إبتكارية تستجيب للاحتياجات على الأرض تساهم في الحفاظ على المؤسسات الصحية المحلية. وأضافوا “لا يزال هناك أمل، في شفاء أكثر من 99 في المائة من الأشخاص المشتبه بإصابتهم بمرض الكوليرا والذين يستطيعون الحصول على الخدمات الصحية هم الآن على قيد الحياة وقد استقر عدد الأطفال الذين من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد المزمن على 385 ألف طفل”.

وأكدوا أن الوضع لا يزال خطيراً، حيث يصاب بالمرض يومياً الآلاف ومن الضروري بذل الجهود المستدامة لوقف انتشار المرض، كما يحتاج حوالي 80 في المائة من أطفال اليمن إلى مساعدة إنسانية فورية. وشد البيان على أن الأزمة اليمنية تتطلب استجابة لم يسبق لها مثيل.. مشيرا إلى أن الوكالات الثلاث بالتعاون مع السلطات اليمنية والشركاء الآخرين تقوم بتنسيق العمل بطرق جديدة من اجل إنقاذ الأرواح والتحضير لحالات الطوارئ في المستقبل.

حقوق النشر محفوظة لموقع ” #الحديدة_نيوز “

عن gamdan

شاهد أيضاً

“اليمن : قصة مأساوية لحياة الطفولة المهدورة وجرائم العنف القاتلة”

‏‏  3 دقائق للقراءة        550    كلمة الحديدة نيوز // اشراق الصبري صنعاء – اليمن  في بلد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *