لماذا تشتهر أرمينيا بالكرم والحفاوة بالغرباء؟
الحديدة نيوز/خـــــــــــــاص
اشتهر سكان أرمينيا طويلا، كجيرانهم في منطقة القوقاز، بكرم الضيافة تجاه الغرباء. وتمتد جذور هذا السخاء إلى موقع البلاد على امتداد شبكة الطرق البرية والبحرية لقوافل التجارة قديما، والتي يطلق عليها “طريق الحرير”.
لم أكن أنوي قط المبيت في مدينة ديليجان. ومنذ قدومي من جورجيا قبل عدة أيام، كنت أتنقل بين المدن الواقعة شمالي أرمينيا، قاصدا العاصمة الأرمنية يريفان. وقادني الطريق نحو الجنوب، ولكن ببطء. فالتضاريس في الشمال وعرة وقاسية، ويغلب عليها الجروف الصخرية، والوديان العميقة الضخمة.
كان من الواضح منذ البداية أن هذه الرحلة إلى أرمينيا ستكون مشوقة. وما لبثت أن عبرت الحدود من جورجيا، حتى صعدت إلى حافلة “مارشروتكا” القديمة، وهي إحدى الحافلات الصغيرة والرخيصة، المنتشرة في كل مكان في منطقة القوقاز. وقبيل تحرك الحافلة، وضع السائق طائرا رقيقا عسليّ اللون، على لوحة القيادة.
وراقب الطائر الطريق لخمس دقائق، ثم رفرف بجناحية وطار في حلقات فوق رؤوس الركاب، الذين لم يحركوا ساكنا، ثم غادر الحافلة عبر النافذة محلقا فوق التلال القاسية ذات اللون البني الضارب إلى الصفرة.
هل كان هذا تدريبا للطائر لاختبار قدرته على العودة لمسكنه؟ أم هو أحد الطقوس الجالبة للحظ؟ لم يتسن لي معرفة الحقيقة. ربما تكون علامة لتتوقع حدوث أمور لم تطرأ لك على بال.