الحديدة نيوز /خاص
عاصم الخضمي
“قبل ما انزح ماكنت اشتغل الا نادرا، لاني ما كنت امتلك كاميرا، او ادوات تصوير، وكنت دائما استعير كاميرات اصدقائي عشان اصور ” بهذه الكلمات بدأ النازح من مدينة الحديدة (غرب اليمن ) المصور خالد اسحاق (24عاما) يسرد قصته مع النزوح “للحديدة نيوز” سافر مع اسرته الى محافظة صنعاء (وسط اليمن ) في مايو 2018 لقضاء الاجازة الصيفية مثل الاعوام السابقة ولم يمضي شهر واحد على الاجازة حتى اندلعت الحرب في الحديدة، وهنا أجبر مع اسرته على البقاء في صنعاء
ومنذ ان بدأت الحرب لم تتمكن الكثير من الاسر التي غادرت الحديدة قبل الحرب من العودة اليها خلافا لعشرات الالاف من الاسر التي نزحت بحسب تقارير منظمات الامم المتحدة العاملة في اليمن ويعيش معظمها ظروفا صعبة وقاسية فكرة عدم مقدرته على العودة الى منزلهم في الحديدة موجعة، لكن في الجهة الاخرى كانت فرصة له للتحول والنهوض وعدم اليأس “لقد كانت فكرة عدم قدرتنا للعودة الى منزلنا في مدينتي موجعة ولكن في الجهة المقابلة كانت فرصة للتحول وعدم اليأس والنهوض ”
البحث عن عمل وحين لم يكن امامه خيار غير البقاء في صنعاء والتكيف للحياة فيها بدلا من مدينته التي اصبحت ترزح تحت وطأة الحرب ظل يبحث عن فرصة عمل غير التصوير، بسبب ان اصدقائه الذين يعيرونه كاميراتهم تشردوا وصمد بعضهم في الحديدة حسب تعبيره “للحديدة نيوز”
وظل يبحث عن عمل غير التصوير بسبب انه كان لا يمتلك كاميرا والمعدات، لكنه صدم بالواقع حسب وصفه بسبب عدم توفر الاعمال وبعد رحلة شاقة من البحث وجد وظيفة بمركز لتصوير الاعراس وعمل فيه لمدة 4 اشهر لينتقل بعد ذلك للعمل في محل ملابس لفترة قصيرة ليتوقف عن العمل بسبب تدني الاجور ويعود للجلوس في المنزل عقب ذلك بدأ بالتفكير لتكوين عمل خاص من خلال شراء كاميرا وبعضا من معداتها وهو لا يمتلك المال ولم يجد غير امه التي اقرضته ما تملكه من مال ليشتري الكاميرا مع بعضا من معداتها ويدخل سوق العمل يعبر خالد عن حبه وامتنانه لوالدته التي كانت سندا وعونا له لانها اقرضته ما تملك، ليحقق احلامه المتعثرة منذ 5 اعوام “كانت تلك اول احلامي منذ ٥ سنوات التي كنت احلم ان ياتي اليوم الذي امتلك فيها كاميرتي الخاصة”
وعند ذلك بدأ بالخطوة التي يصفها بالصعبة وهي محاولة دخول سوق الاعلام بصنعاء وكل مرة يصطدم بالواقع لان هناك الكثير ممن سبقوه بعالم التصوير بشكل كبير وان مالديه من كاميرا وادوات لا يضاهي ما يملكه الاخرون خصوصا وانه لا اصدقاء ولا زملاء ولا احد بجواره في مجال التصويرومع المحاولات المتكررة تمكن من دخول سوق العمل في مجاله الذي يصفه بالمحبب بالنسبة له وهو التصوير من خلال ربط علاقات مع العديد الجهات والاشخاص الذين لهم علاقة في مجال التصوير
تطوير مهارات
التحق بدورات تطور من مواهبه وقدراته في المناظرات والتقديم الاذاعي والتلفزيوني وفي الكتابة للبرامج الاذاعية والتحق بدورة في التصوير الاحترافي بإستخدام معدات وتقنيات حديثة في التصوير وبدأ الان يدرس دورات في التصاميم والجرافيكس لتوسيع معرفته بكافة المجالات التي يحتاجها سوق العمل من تصوير وتصاميم والخروج بعمل متكامل للعميل او للجهة التي تطلب ان ينتج لها ولتكوين فريقه الخاص الذي اعد دراسته قبل 3 اعوام ويقول ” انا مستمر في تحقيق ما اتمناه مهما كانت الظروف الصعبة المحيطة بي والاحلام لن تتوقف رغم فقر الحظ”
خالد _الخريج من قسم الاعلام بجامعة الحديدة _ لديه موهبة في التمثيل واشتهر بمشاركته كأحد نجوم مسلسل رمضاني كان يعرض وقت الذروة على فضائية يمنية، إضافة لمشاركته في عشرات المسرحيات في الحديدة مع فريق على كيفك للانتاج الفني
يعبر عن اشتياقه لاصدقائه ومدينته الساحرة التي نشأ وترعرع فيها الا ان اليمن امه وكل مدنها ينتمي اليها سواء امتدت من الشرق الى الغرب او من الجنوب الى الشمال، وصنعاء وتعز وحضرموت وعدن وصعدة والحديدة ومارب والجوف وعمران وكل المحافظات هي موطنه الذي لا يتجزأ الي شي آخر واينما يذهب فهو في موطنه وان صنعاء لازالت ولاتزال هي الحضن الدافئ لكل من يلجأ اليها حسب تعبيره قصة خالد وتغلبه على ظروفه تعد نجاحا” لأن هناك الالاف من الشباب النازحين الذين يعانون ظروفا صعبة ويعيلون اسرهم، لم تتوفر لهم فرص عمل نتيجة لقلة الاعمال او بسبب ندرة المؤهلات والخبرات .
ليش ما بديتوا صورته نشتي نعرفه