الخطوات السياسية والدبلوماسية نحو مفاوضات السويد تبدو مكثفة وملفتة، وتفادي فشل اللحظات الأخيرة في وصول الأطراف اليمنية هي نقطة الإختبار الحقيقية ونقطة التحدي لدى المبعوث الأممي مارتن جريفيث، والذي تحرك ويتحرك لإنجاز الخطوات الأخيرة بنفسه وبمشاركة دبلوماسيين أوروبيين وإقليميين.
أمس الإثنين، أشرف المبعوث الأممي على نقل جرحى حركة «أنصار الله» من صنعاء إلى مسقط، حيث تم التأكيد على وصول 50 جريحاً إلى مسقط، وقد تمت العملية بموافقة «التحالف»، بعد طلب وضغط من قبل جريفيث، بحسب مصادر سياسية ودبلوماسية مقربه من مكتبه.
واليوم الثلاثاء انطلق وفد صنعاء التفاوضي بصحبة المبعوث الأممي، وسفير دولة الكويت، وعلى متن طائرة كويتية، حيث تم الاتفاق والتنسيق بين الامم المتحدة و«أنصار الله» على أنه لا مانع أن تقوم طائرة كويتية بنقل وفدها التفاوضي إلى السويد. التأكيدات جاءت على لسان نائب السفير الكويتي في اليمن، خالد جار الله، والذي أعرب عن الإهتمام البالغ والحرص الشديد على الدفع بمفاوضات السويد إلى وجهة النجاح.
تدابير الساعات الأخيرة من اقتراب المفاوضات تبدو مهمة ومحل اختبار حقيقي وجاد أمام الجميع، وحتى الآن تؤكد المؤشرات على أن الجهود ستنجح بنسبة كبيرة، خصوصاً في ما يتعلق بإيصال الوفدين التفاوضيين إلى السويد.
كل المقترحات في السويد
مصادر سياسية ودبلوماسية مقربة من مكتب جريفيث، أوضحت لـ «العربي»، أن «جريفيث هذه المرة، تحرك في الواجهة ومن خلفه ضغوطات دولية كبيرة هذه المرة، وأبرز تلك الضغوطات تقودها بريطانيا بدرجة رئيسية». وبحسب مراقبين يبدو الموقف البريطاني أكثر جدية لوقف الحرب والميل إلى استخدام لغة صارمة إلى حد ما تجاه المملكة العربية السعودية.
بحسب المصادر، فإن جريفيث، تمكن بتلك الضغوطات الصارمة، من «انتزاع موافقة نهائية على الذهاب إلى السويد، وأنه حاول أن يتجاوز النقاش بشأن الإطار العام للمفاوضات، وبشأن كل المقترحات التي تطرح من قبل هذا الطرف أو ذاك»، مؤكداً للأطراف أن «كل المقترحات سيتم نقاشها هناك في السويد».
مصادر دبلوماسية أكدت لـ «العربي»، أن «ملف المعتقلين والأسرى، وبناء الثقة عبر هذا الملف هي الأساس في هذه الجولة، حيث تمكن جريفيث من حل مشكلة الجرحى الخاصة بـ جماعة أنصار الله وهي خطوة عملية في غاية الأهمية». ومن جهة ثانية أكدت المصادر، أن «هناك خطوات عملية موازية تتعلق بملف المعتقلين، حيث أن هناك اتفاقات مؤكدة بين طرفي النزاع، أنصار الله والتحالف، وتتركز هذه الاتفاقات على تبادل الأسرى والمعتقلين بين الطرفي، وهي من الخطوات العملية المهمة أيضاً».
وتداولت مصادر في رئاسة «الشرعية» معلومات عن اتفاق تبادل الأسرى، والذي ينص على أن «تفرج جماعة أنصار الله عن 1.400 مختطف وأسير مقابل 600 أسير حوثي، أبرزهم الصبيحي وقحطان وهادي ورجب»، وبحسب المعلومات فإن «عملية تبادل الأسرى، تتضمن آليه مزمنة، وتشمل كل المعتقلين والمحتجزين، من الطرفين». ومن المتوقع أن يتم تبادل الكشوفات والتحري والتحضير للتبادل، وستلعب «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» دوراً في هذا الإتجاه.
ترتيبات بناء الثقة
وستتضمن مشاورات السويد، بحسب مصادر مقربة من مكتب المبعوث الأممي، نقاطاً تتعلق بـ «الحد من التدهور الاقتصادي، ودعم البنك المركزي، ومن ضمن الترتيبات التي تسعى إليها الأمم المتحدة، قيام البنك المركزي بصرف رواتب الموظفين في صنعاء، بدءً من الأسبوع المقبل، وهذه واحدة من الترتيبات التي تقوم بها الأمم المتحدة في سياق بناء الثقة وجمع الأطراف على الطاولة. فيما فتح مطار صنعاء الدولي، والاتفاق على ميناء الحديدة فإنها نقاط أخرى، ستتضمنها مشاورات السويد».
وفي الوقت الذي يصل فيه اليوم وفد صنعاء التفاوضي إلى السويد، أعلنت «الشرعية» استعداها التوجه إلى ستوكهولم غداً الأربعاء، كما حددت أسماء وفدها التفاوضي بالآتي: وزير الخارجية خالد اليماني، مدير مكتب رئاسة الجمهورية د. عبدالله العليمي، مستشار رئيس «العدالة والبناء» عبدالعزيز جباري، مستشار رئيس الجمهورية والقيادي في «الحراك الجنوبي» ياسين مكاوي، وزير دولة عن حزب «الرشاد» د. محمد العامري، عضو مجلس النواب والقيادي في حزب «الإصلاح» علي عشال، وزير الزراعة والقيادي في «المؤتمر الشعبي العام» عثمان مجلي، الأمين المساعد لـ«التنظيم الناصري» رنا غانم، وزير الثقافة والقيادي في «الحزب الاشتراكي» مروان دماج، والملحق العسكري بتركيا العميد عسكر زعيل، عضو مجلس الشورى والقيادي في «مقاومة تهامة» هادي هيج، وأخيراً عضو اللجنة الاقتصادية أحمد غالب
 4 دقائق للقراءة 749 كلمة
رابط مختصر