مخاوف بشأن لقاح لحمى الضنك تعصف بالفلبين
خاص/
الحديدة نيوز
حذر مسؤولون في الفلبين من أن مخاوف بشأن لقاح مضاد لحمى الضنك أدت إلى انخفاض كبير في معدلات التطعيم ضد أمراض يمكن منع الإصابة بها.
وأوضح وكيل وزارة الصحة في الفلبين، إنريك دومينغو، أن الكثير من الآباء يرفضون تطعيم أطفالهم ضد أمراض شلل الأطفال والجدري والتيتانوس.
وثارت هذه المخاوف بسبب لقاح “دنغفاكسيا” الذي طورته شركة “سانوفي” الفرنسية.
وتقول شركة سانوفي وخبراء محليون إنه لا يوجد دليل على علاقة اللقاح بوفاة 14 طفلا في الفلبين.
لكن الشركة حذرت العام الماضي من أن اللقاح ربما يسبب تفاقم المرض لدى بعض الأشخاص الذين لم يصابوا به من قبل.
وتصيب حمى الضنك نحو 400 مليون شخص حول العالم سنويا. ويعد عقار دنغفاكسيا اللقاح الأول على مستوى العالم لمكافحة حمى الضنك.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حمى الضنك، التي تنتقل عبر البعوض، تعد سببا رئيسيا لأمراض خطيرة وللوفاة بين الأطفال في بعض الدول الآسيوية ودول أمريكا اللاتينية.
معدلات التحصين
وحذر دومينغو، قائلا “برامجنا تعاني. الناس مذعورون من كل اللقاحات”.
وأضاف أن معدلات التحصين ضد بعض الأمراض التي يمكن منع الإصابة بها انخفضت بنسبة 60 في المئة خلال السنوات الأخيرة، وهو معدل أقل بكثير من المستهدف على مستوى الدولة عند 85 في المئة.
وأعرب دومينغو عن قلقه من احتمال انتشار أوبئة في الفلبين، ذلك البلد الذي يناهز عدد سكانه نحو 100 مليون نسمة، كثيرون منهم تحت خط الفقر.
ما الذي أثار مخاوف بشأن عقار دنغفاكسيا؟
جرى تحصين أكثر من 800 ألف طفل، ضد مرض حمى الضنك في أنحاء الفلبين خلال عامي 2016 و2017، توفي منهم 14 طفلا.
وأوقفت حملات التحصين بلقاح نغفاكسيا العام الماضي، حيث بدأت السلطات الفلبينية تحقيقا في سبب وفاة الأطفال.
وقالت منظمة “أطباء من أجل الصالح العام” إن مراجعة سريرية، أجراها أطباء بمستشفى الطب الشرعي في الفلبين، أظهرت أن الوفاة غير مرتبطة باللقاح، وذلك وفق ما نقلته صحيفة “فلبين ديلي إنكوايرار”.
رد فعل شركة سانوفي
وقالت الشركة الفرنسية في بيان “جامعة الفلبين ولجنة الخبراء بمستشفى الطبي الشرعي بالفلبين أكدت أنه لا يوجد حاليا أدلة تربط مباشرة بين لقاح دنغفاكسيا ووفاة أي من الـ14 طفلا”.
وأضافت “خلال التجارب السريرية لعقار دنغفاكسيا، والتي أجريت على مدار عقد من الزمان، وشملت إعطاء أكثر من مليون جرعة، لم يردنا أية بلاغات بحالات وفاة”.
وتابعت “الأدلة السريرية تؤكد أن التحصين ضد حمى الضنك في الفلبين سوف يؤدي إلى خفض صاف في معدلات الإصابة”.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت شركة سانوفي أن اللقاح ربما يفاقم من مرض حمى الضنك لدى الأشخاص الذين لم يصابوا من قبل بهذا المرض.
وقالت الشركة في بيان “لكن بالنسبة لأولئك الذين لم يصابوا بفيروس حمى الضنك من قبل، وجد التحليل أنه على المدى الأطول فإن مزيدا من حالات المرض الحاد قد تحدث بعد التحصين، عند حدوث إصابة لاحقة بحمى الضنك”.
وتقول شركة سانوفي إن عقار دنغفاكسيا سُجِّل في 19 دولة، وبدأ استخدامه بالفعل في 11 منها.
وفي آخر توصياتها بشأن اللقاح، قالت منظمة الصحة العالمية إنه “حتى يتم إجراء مراجعة شاملة، فإن منظمة الصحة العالمية توصي بأن يعطى اللقاح فقط للأشخاص الذين أصيبوا من قبل بمرض حمى الضنك ووثقت إصابتهم تلك، سواء عبر اختبار تشخيصي، أو عبر تاريخ طبي موثق يفيد بإصابتهم بذلك المرض من قبل”.