نازحو الحديدة بعدن… كالمستجير من الرمضاء بالنار

‏  3 دقائق للقراءة        495    كلمة

الحديدة نيوز- متابعات

تعيش مئات الأسر النازحة من محافظة الحديدة في عدن أوضاعاً معيشية وإنسانية صعبة جداً، يقابلها غياب تام للجهات المسؤولة، ودعم شحيح من بعض المنظمات المعنية، الأمر الذي زاد من حدة معاناتهم.
وتسببت الحرب  منذ نحو 4 سنين، بنزوح ما يزيد عن 500 أسرة من الحديدة إلى عدن خلال الأشهر الثلاثة الماضية نتيجة لاشتداد المعارك فيها، يعيش معظمهم في عشش وخيام ومبانٍ غير مكتملة البناء وتفتقر لأبسط المتطلبات.
نزوح ومعاناة
حسن أحمد عبده (43عاماً) أحد نازحي مناطق التحيتا بالحديدة إلى  عدن، تجرع أثناء نزوحه وأسرته قبل 3 أشهر الكثير من المصائب
وصل عبده وأسرته فجراً إلى عدن، وفي الصباح توجه إلى مخيم النازحين في منطقة الرباط بصبر لحج، غير أنه لم يستمر فيه طويلاً بسبب تأزّم حالة طفله المصاب بمرض الربو نتيجة الأتربة والرياح التي يشهدها المخيم، ليعود مرة أخرى إلى عدن.
ويشير عبده في حديثه لـ«العربي» إلى أنه التحق بـ«جمعية التعايش» في مديرية الشيخ عثمان، حيث يعيش وأسرته أوضاعاً مأساوية حرم على إثرها النساء والأطفال من استخدام الحمام في فترة الصباح حتى الظهيرة من كل يوم لحضور أفراد الجمعية للدوام، فضلاً عن الازدحام الكبير في السكن.
العيش في أحواش
واستقبلت الجمعية، وفقاً لمديرها عبدالله عبدربه السقاف، منذ بدء فتح المخيم فيها بعد عيد الفطر، أكثير من 50 أسرة نازحة من الحديدة، تبقى منها 18 أسرة في الوقت الحاضر، فيما اضطرت الأسر الأخرى للخروج إلى أماكن أخرى في المديرية بسبب الازدحام الشديد وشحة الإمكانيات المادية والإيواية في الجمعية.
وأكد السقاف في تصريحه لـ«العربي» أن ما يزيد عن 500 أسرة نازحة تعيش في عشش ووسط خيام ومبانٍ مازالت في طور البناء، يفتقرون فيها لأبسط متطلبات الحياة، داعياً في السياق الجهات المسؤولة في الحديدة والمنظمات الدولية والمحلية، إلى سرعة تقديم الدعم لها والتخفيف من معاناتها التي تجاوزت حدها، لاسيما لدى المصابين جرّاء الحرب والمصابين بأمراض مستعصية منها السرطان.
اضطرار للتسوّل
وقال معروف فتيني (40 عاماً) وهو أحد أبناء مدينة زبيد، إنه نزح بمعية اسرته المكوّنة من 9 أفراد ضمن مجموعة كبيرة، إلى مديرية الشيخ عثمان في عدن قبل 3 أشهر بحثاً عن أمن وحياة مستقرة، «وهو ما لم نجده حتى الآن، إذ إن أوضاعنا المعيشية تزاداد سوءً يوماً بعد يوم».
وأوضح في حديثه لـ«العربي» أنه اضطر بسبب الازحام في مخيم جمعية «التعايش»، إلى العيش في حواش إحدى العماير، والتي ماتزال في مرحلة البناء، ومليئة بالكلاب الضالة ومخلفات البناء.
بدوره، أكد النازح حسين العكش، أن زوجته وأطفاله ينامون على التراب، لا يجدون ما بفترشونه أو يلتحفونه ليقيهم قليلاً من البعوض المنتشر بكثرة.
كما أكد لـ«العربي» أن «العشرات من النازحين، (رجالاً ونساء)، أجبروا للخروج إلى الأسواق للتسوّل نتيجة لتأزّم حالتهم المعيشية والمادية، وحرمانهم من المواد الغذائية والإيوائية من قبل الجهات المسؤولة بمحافظة الحديدة والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان»

عن gamdan

شاهد أيضاً

الحديدة : لقاء موسع وزيارات ميدانية الى السجن المركزي للإطلاع على أوضاع السجناء

‏‏  3 دقائق للقراءة        554    كلمة الحديدة نيوز // حسن درويش نفَّذتْ صباحَ اليوم وزارةُ العدل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *