" نافذون يبتلعون مدينة للمغتربين في الحديدة "
بقلم / حمير الحوري
جاءني احد المغتربين شاكيا استلاب أرضه من نافذين وبيده إعلان قديم في إحدى الصحف السعودية عن " مدينة نموذجية" يدور مضمون الإعلان عن إنشاء مدينة خاصة للمغتربين اليمنيين في شمال الحديدة وقد تداعى المغتربون حينها للشراء خاصة بعد أن سمعوا أنها معتمدة ورسمية وقد ذكر الإعلان حينها أنها تحمل ترخيص رقم 362 من بلدية الحديدة ,,
جاء هذا الرجل المسن وقد احدودب ظهره وشاب شعره ليستلم أرضه وفق المخطط المرسوم لمدينة المغتربين إذ به يفاجئ بوجود بعضا من النافذين قد تقاسموا هذه المدينة الرملية مدعين أنها حق لهم ورثوها كابر عن كابر وليس لهم إثبات على ذلك غير بنادقهم المشحونة بالرصاص وما عسى أن يفعل رجل ضعيف أمام هذه البينة الساطعة والحجة الدامغة ,,
ومما يجدر الإشارة إليه بهذا الخصوص أن المحامية غناء حيدر القداد ذكرت بعضا من تفاصيل هذه المدينة في صحيفة عكاظ أنه : «قبل أكثر من 30 عاما تجمع عدد من المغتربين ووكلوا شخصا بشراء مدينة مساحتها 15 كيلو متر مربع -شارع جازان- بمدينة الحديدة وتم تخطيطها وتسجيلها في السجل العقاري وتقسيمها إلى أراض صغيرة للمغتربين ومنح العديد منهم قطعا بعد الإعلان وتغيب عدد منهم، لكن نافذين وعددا من المساندين لهم استغلوا الوضع الذي تعيشه البلاد وقاموا بالاستيلاء على تلك الأراضي دون أي مسوغ قانوني».
وأضافت: «تقدمت بالوثائق إلى محافظة الحديدة والجهات المختصة وتمكنت من إصدار حكم قضائي بأحقية المغتربين في مدينتهم، لكن تلك الأحكام والتوجيهات لم تجد سبيلا للتنفيذ»
إنها الحديدة مدينة المدن المنهوبة كم كُتبت لأجلها من مقالات وكم خرجت بين شوارعها من مظاهرات وكم علت من بين حناجر أهلها من مناشدات وكم من مظلوم اخذ حقه دون أن يُنتصر له ممن ظلمه ,, ألم يئن لنا أن نقيم دولة عمرية تقيم العدل وتردع الظلم وتعيد الحقوق لأصحابها ,, أيها النافذون الم يصل إلى مسامعكم ! الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله حين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين))
حمير الحوري