هزيمة مواطن !!

‏  3 دقائق للقراءة        558    كلمة

مقال ساخر

بقلم / الهام ابوبكر

الحديدة نيوز / خاص

كانت الساعة العاشرة صباحا ، حين قررت خوض معركة لم يكسب فيها احدا قط من الجولة الاولى ،
ولكني اعزمت بإصرار على خوضها ، لان لم يكن لي خيار سواه الا ان اعود الى تلك الكهربائية التي تفقدني صوابي في كل مرة تفصل بها ، فيخرج السمك المقلي من بين أحضانها كتونة دهستها صالون اعادتها إربا ، فخرجت مجهزة بكل اسلحتي التي سأحتاجها من انامي الماء الباردة والسندوتشات ، ونظارة شمسية وكوفية عفى عليها الزمن ، احتمي بهما من تلك التي تعتبر الطرف الاقوى في معركة لا أعي الخصم فيها من الحليف ،،
توقفت في اخر طابور طويل ، ولكن هذا لم يستمر طويلا ، حيث اني في دقائق أصبحت في منتصف ذلك الطابور ،،
والطريف في الامر ان لم يخرج واحد قط من الطابور ، وما جعلني في الوسط عدد الداخلين وليس عدد الخارجين .
شعرت لبرهة ان اذا استجاب القدر وحدثت معجزة وخرجت بدبة غاز من هذا الحشد العظيم ، فسيدخل اسمي في التاريخ وسط العظماء الفاتحين ، انه خيال استدرج تفكيري وجدت به ملاذا أحتمي به من ثاني خصم اواجهه في تلك المعركة الغامض خصومها الا وهو ملل الانتظار ، شردت بتلك التداعيات التي كانت حليفي الثاني بعد اسلحتي ، أصوات التشجيع والتصفيق تتعالى من حولي ( حيّا بك يالهام ) ( الغاز وصل ) ( ممكن توقعي لي على التيشيرات ) وانا على الجبل احي الجميع ( شكرًا شكرًا لا داعي للتصفيق ) … الخ . من التخيلات المجنونة التي استعمرت تفكيري وزادتني عمار وقوة وصمود كجرعة صبر ، لم أفيق منها الا على صوت كاد ان يبزغ طبلة أذني قادم من اول الطابور ( حرام عليكم ، عيالي بالبيت بلا اكل وانا هنا لي يومين واقف وفي الاخير تقول لي اكتمل العدد سجل اسمك وارجع بعد اسبوع ! )
حينها ايقنت هزيمة لا مفر منها ، وبدأت الملم اسلحتي استعدادا للاستسلام وانا كذلك سمعت صوت من خلفي ، ( انا اشتري لي من سوق السودة بـ ٧٠٠٠ احسن بدل دي البهدلة ) كان رجل ثلاثيني يحدث زميلا له بالمساربة ،
ادركت حينها ان هذا الوضع من معارك ومساربة … الخ لا يسري على الجميع ، انه فقط لشريحة معينة من المجتمع ، فايقنت انه كان يتوجب عليا ان اتحصن بفتامين ( و، ر ) وليس ماء وكوفية ، انها معركة حقيقية ولكن الخصم والحليف فيها هو الشعب نفسه ، ياله من احساس مميت تملكني ، الحديدة تغيرت كثيرا فهي اليوم كرجل شمر على ساعديه يأكل بشراهة الأخضر واليابس ، كيف لا ! وهو لم يرى الخير منذ زمن بعيد، فالاحتلال جعل من الحديدة معدة فاضية تتشوق لان تمتلئ ، وَمِمَّا  زاد هزيمتي هزيمة ما رأيته والجميع رائاه سيارة حمول كبيرة تمتلئ بدبب الغاز المليئة لتغادر ساحة المعركة معلنة انتصارها ، تلك السيارة التي تمتلك سلاح الفلوس ضد شعب اعزل لا يملك الا الصمت والجبن يحتمي به ..
كيف هذا !! لا اعلم فقد اكتفيت هزيمة اليوم ،،
فلم تكن هزيمتي اليوم هزيمة مسارب بل انها أعمق من ذلك بكثير فهي هزيمة مواطن .
تركت مقعدي في الطابور ورحلت فهدفي لا يقتصر على دبة غاز فأنا اريد وطن .

عن gamdan

شاهد أيضاً

نتنياهو واستراتيجية الديماغوجيا .. 

‏‏  2 دقائق للقراءة        335    كلمة الحديدة نيوز – كتب – بشير القاز في أول تصريح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *