وعد شرف بقلم/عبدالله عايش ضحوي

‏  3 دقائق للقراءة        529    كلمة

 وعد شرف    

بقلم/عبدالله عايش ضحوي

ليس كبقية الوعود هو؛ إذ قد يكون منقذا لمئات من أبناء هذا البلد المعطاء من موت محقق سواء أكان هذا الموت بشكله الحقيقي أو المعنوي؛ وإذ أتحدث عن طبيعة هذا الوعد يلزم أن أتحدث عن نوعية هؤلاء الأبناء إذ أنهم من خيرة أبناء اليمن، فهم مبدعوه اللذين كرمتهم الدولة نتيجة تفوقهم الدراسي بمنح دراسية إلى الشقيقة سوريا، وهم ثروة لا تقدر بثمن إذ أن عددهم الذي يقارب الألف طالب ليدلل على مقدار هذه الثروة وهم في مجملهم من المتفوقين على أترابهم من السوريين في تخصصات تحتاج إليها أمنا اليمن؛ وكغيرهم من القاطنين بالشقيقة سوريا عانى هؤلاء كثيرا من تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية وزاد في معاناتهم تجاهل واضح من قبل السلطات الرسمية في بلدنا الحبيب، فلا سفارة ولا ملحقية ثقافية أدت الدور المنوط بها اتجاههم فقد كثر شاكوهم وقل مادحوهم وما الحوادث التي تعرض لها كثير من هؤلاء الطلبة إلا خير دليل على تحول سفارتنا وللأسف الشديد إلى مكتب بريد لتوصيل رسائل أو لصرف مستحقات مالية، لقد خطف البعض وحوصر آخرون وتقطعت ببعضهم السبل وسجن وعذب آخرون وقبل ذلك تحولت مقولة " انتو جايين تخربوا بلدنا " إلى أيقونة تترد على ألسنة بعض رجال الجيش والأمن والحماية الشعبية (الشبيحة) ذاق من إهانتها الكثيرون من الطلاب، وكل ذلك يحدث ولا تحرك يذكر إلا ما كان من فخامة رئيس الجمهورية مؤخرا من اعطاءهم تذاكر سفر مجانية للعودة إلى اليمن بعد أكثر من سنة من المعاناة؛ عادوا وكلهم يقين بعدالة قضيتهم، توجهوا إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الاسبوع الأول بعد عطلة العيد لكن دون جدوى، توجهوا لمبنى رئاسة الوزراء في الاسبوع الثاني والنتيجة مذكرة من دولة رئيس الوزراء تقضي بسرعة الحل، وفي بداية الاسبوع الثالث جاء التغيير الوزاري حاملا بشرى تعيين د/ هشام شرف، وكان هذا الحوار الخاطف في الممر المؤدي إلى صالة الاجتماعات في أول دوام له مع مندوب من الطلاب:

الطالب: معالي الوزير بالنسبة لطلاب سوريا إيش الحل لهم 

الوزير: بنحولهم لجامعات أخرى

الطالب: نريد دول أخرى

الوزير: إنشاء الله دول أخرى

الطالب: أعتبر ذلك وعد منك

الوزير: هذا وعد مني

وبالعودة إلى طبيعة هذا الوعد فإنه وعد جاء على لسان شرف ليكون وعد شرف، وليحمل البشرى إلى مئات الأسر التي ذاقت مرارة الخوف على أبنائها في ظروف كهذه التي تجري بأرض سوريا الحبيبة، وليعيد الأمل إلى قلوب ثروة اليمن وأبنائه البررة بأنهم لن يعانوا مثل ما عانى العائدون من العراق 2003 اذ أن البلد تغير، ونحن في أجواء ما بعد أروع ثورة عرفتها اليمن في عصرها الحديث، وفي مرحلة الاعداد لبناء عصر نهضتها التي بلا شك سوف يسهم هؤلاء الطلاب

في بنائها بسواعدهم الشابة وعقولهم المليئة بأفكار التطور والبناء على كافة الصعد؛

والسؤال الأهم الآن هل سينجز شرف ما وعد به؟ هذا ما ستكشفه لنا الايام القليلة القادمة. 

عضو لجنة المتابعة للطلاب العائدين من سوريا

عن arafat

شاهد أيضاً

نتنياهو واستراتيجية الديماغوجيا .. 

‏‏  2 دقائق للقراءة        335    كلمة الحديدة نيوز – كتب – بشير القاز في أول تصريح …

تعليق واحد

  1. حمدي الراااااااااااااشدي

    قمه المهزل الايحول الطلاب اليمنين في سورياء إإلي دوله اخر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *