آل سهل.. شاب يعيد الفن التهامي إلى الواجهة

‏  6 دقائق للقراءة        1086    كلمة

    آل سهل.. شاب يعيد الفن التهامي إلى الواجهة

   الحديدة نيوز _ عاصم الخضمي

   “واحالي امرقم سألتك بالله قطر امزعفران من كم”؛ كلمات بداية أغنية تهامية اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، وأخذت حيزا واسعا من الإنتشار

   كان الفضل في ذلك، للفنان الشاب العشريني عبدالله آل سهل، الذي عمل على تطوير الأغنية، وإعادة غنائها باللحن التهامي الأصيل، وهو ما شكل إحياء للفن التهامي مجددا، حسب وصف الكثير من المهتمين

لماذا التفاعل ؟

    في حديث حصري بموقع “الحديدة نيوز” يجيب سهل عن سبب تفاعل الناس مع أغنيته الأخيرة بقوله” صُنعت ب ببساطة وحب، وتنفيذها كان دقيق وفيه تفاصيل صغيرة جداً من ناحية تركيب الإيقاعات وآلة القصبة وطريقة الغناء، للوصول للأصل والحصول على الروح الأصلية للحن والإيقاع التهامي الأصيل”

    بينما كان سهل في المراحل الأخيرة من اعداد الأغنية لبثها، كان الفنان احمد فتحي قد سبقه بأدائها، ويشير سهل أن توارد خواطر أو الصدفة وحب تهامة وفنها، هو ماجعلهما يعملان على نفس الموضوع بغير علم مسبق

  مضيفا أن أغنية الفنان الكبير فتحي تختلف نصاً ولحناً كلياً وتتشابه في الجملة المعروفة نصياً ولحنياً (واحالي امرقم سألتك بالله قطر امزعفران من كم) وهي من الموروث التهامي

فن تهامه

    يتميز الموروث التهامي وفقا لسهل، بالتنوع في الالحان والايقاعات وحتى في الكلمات وطريقة نطقها وتوظيفها لحنياً وايقاعياً، وكل هذه المميزات تأتي، لأن تهامة تمتد من المخاء جنوب الحديدة الى ميدي شمال الحديدة، وكل منطقة تمتاز بألحانها وايقاعاتها الخاصة

   وكان للفنانين القدامى أمثال، سود امعمى وسرين وابن غازل والكحتل وسعد اليماني وغيرهم الكثير الذين لا تسعفه الذاكرة لذكرهم جميعاً، كانت لهم جهود كبيرة وجبارة في صُنع ونقل وتطوير الموروث التهامي، حسب حديثه

مشروع تهاميات

   يعمل سهل، على مشروع “تهاميات” وهو عبارة عن سلسلة أغاني تراثية تهامية، من مختلف مناطق تهامة، وبدأ بدراسة المشروع والبحث فيه وتجميع الألحان والإيقاعات منذ عام 2017م، إضافة للمخزون الذي يمتلكه سابقا

   ولأن تهامة غنية بموروثها الفني العريق وفقا لسهل؛ استغرق وقتا طويلا في البحث، وعدم تواجده في اليمن شكل صعوبات أمامه، لكنه تجاوزها لوجود أقربائه وعلاقاته الشخصية بكثير من مختلف المناطق التهامة وبدأ بالتنفيذ 2020، مؤكدا أنه سيكون هناك الكثير من فناني تهامة إلى جواره

عشق مبكر

   عشق الفن في عمر مبكر بتشجيع من الجميع وعزف على آلة العود في التاسعة من عمره على يد الموسيقار المرحوم أحمد عبدالرب تكرير الذي تأثر به كثيرا، والتحق بالتدريب على آلة الكمان مع معلمي تكرير، وأصبح في سن الثانية عشر عازفاً متمكناً يجيد العزف على الآلتين بطلاقة

     شارك في الكثير من المناسبات الشعبية والاحتفالات الوطنية بمحافظة الحديدة وخارجها كفنان مغني، وفي سن الرابعة عشر طلب من والده شراء بيانو حديث لمعرفة التآلفات الموسيقية وكيفية صنع الألحان وكانت بدايته في عالم التأليف الموسيقي حسب حديثه

  قدم الفنان والموسيقار المرحوم أحمد تكرير، والفنان عوض دحان، نصيحة له بإن يتوقف عن الغناء، إلى ما بعد سن البلوغ، للحفاظ على الصوت نظراً لمرور الصوت بمراحل تغيير، ووقتها سمع النصيحة وأفادته كثيرا في إستكمال مسيرته الفنية

الهجرة

   عاش حياته في مديرية الحوك بمدينة الحديدة التي ولد فيها، ويسكن الآن في مدينة الرياض بالسعودية بعد مغادرته لليمن عام 2013، ويعمل في التلحين والتأليف والتوزيع الموسيقي، وهواياته هي التعمق في الموسيقى والعزف على أكثر من آلة موسيقية

   تغلب سهل على كل الصعوبات التي واجهها بفضل الله وفضل والديه الذين يقدما له كل الدعم في مشواره الفني حتى حتى اللحظة، متمنيا ان يطيل الله بأعمارهما، معتبرا انه وصل لحلمه وحقق الكثير من اهدافه التي رسمها في الماضي حسب قوله

تجاهل

   خلال الفترة الماضية يقول سهل، لم يحظى الفن والموروث التهامي، بالاهتمام من قبل الجهات المختصة ووسائل الإعلام اليمنية او بالأحرى تجاهل؛ مما أدى الى عدم انتشاره

  متابعا “الآن نحاول ان نحيي هذا التراث العظيم والعريق ونساعد في انتشاره، لأن مايحمله التراث التهامي من تنوع في الالوان الغنائية والايقاعات المختلفة ليس بشيء عادي او محتوى يشابه غيره، بإختصار صنع ببساطة وحب وكل كلمة فيه تعني الجمال والحب والفرح لذالك هو جميل ويشد ويلامس كل من سمعه”

جهود شبابية

  ساهم الكثير من الشباب في الوقت الحالي بجهود ذاتية بتطوير الفن التهامي.والتفاعل معه، مثل ما شاهدنا في عمل قطر امزعفران، كان الكل مشارك ومتفاعل عن طريق السوشال ميديا، لأن الجميع متعطش لهذا الفن العريق، ومن الان وصاعدا ستكون الساحة الفنية مليئة بالأعمال التهامية، وسيظهر هذا الفن للعالم أجمع حسب تعبيره

  ما يدفع سهل للاهتمام بالفن التهامي، هو لكونه من تهامة ووجد نفسه في المجال الفني متمكناً، مؤكدا انه سيخدم بلده ومسقط راسه فنياً بما يقدر عليه، معبر عن شعوره بالفخر والاعتزاز وهو يغني أغنية هي من صُنع أجداده التهاميين

  يحلم بأن يكون مثل اي فنان ناجح يقدم رسالة سامية من خلال فنه ويخدم وطنه ثقافياً، وأن لديه الكثير من الطموح والاهداف التي سيحققها بإذن الله، ولكن هدفه الأسمى أن يقدم كل ماهو جميل ويليق ببلده وفنها العظيم

استثمار كورونا
أثر فيروس كورونا المستجد على أعمال الجميع، خلاقا لسهل الذي استغل فترة الحجر المنزلي، وبدأ بفكرة فن يمني عن بعد والتي لاقت اعجاب الجميع

  يوجه الشكر لكل من سانده ووقف إلى جانبه وشجعه، شاكرا جمهوره الذي يمتلك ذائقة فنية عظيمة، لان كل التعليقات على جميع أعماله التي يصنعها بحب ولله الحمد إيجابية حسب تعبيره، متمنيا ان تتوقف الحرب ويعم السلام، ليعود للعيش في تهامة الخير والعطاء.

عن Admin

شاهد أيضاً

من ينقذ الموهبة حسان ريان !!

‏‏  2 دقائق للقراءة        214    كلمة الحديدة نيوز / كتب / منصور الدبعي  هذا حسان ريان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *