“أمل” فتاة شابة تعمل من أجل الحصول على ثمن علاجها 

‏  4 دقائق للقراءة        674    كلمة

“أمل” فتاة شابة تعمل من أجل الحصول على ثمن علاجها 

 

الحديدة نيوز- غانيه مساوى

ظهيرة كل يوم تغادر الشابة (أمل محمد) مدرستها في مدينة الحديدة متجهة الى منزلهم ليس للراحة والاسترخاء كبقية زميلاتها بل لتبدأ قصة كفاح آخر من أجل الحصول مصدر رزق

الفتاه الشابة والبالغة من العمر (18 عاماً ) تقول لموقع “الحديدة نيوز ” بعد عودتي من المدرسة أجلس منتظرة وصول موزع الفل ( نوع من أنواع الورود العطرية ) ليعطيني قسمتي من الكمية التي يتم توزيعها للمنازل لغرض ترتيبه وتجهيزه بأشكال مختلفة يتم بيعها في الأسواق ويقوم بشرائه الرجال والنساء بشكل كبير حيث يقمن باستخدامه للزينة وخصوصاً في الأفراح والمناسبات ..

تبدأ الفتاة  بعد استلامها الأكياس المليئة بحبات الفل في تجهيزها حسب الاشكال المطلوبة منها مستخدمة في ذلك الإبرة والخيط فتجلس تنظم وترتب حبات الفل وكأنها ترتب وتخيط أحلامها التي تسعى جاهدة لتحقيقها بإرادتها القوية رغم ما تمر به من ظروف معيشية ونفسية صعبة نتيجة الحرب .

 

تتحدث أمل لموقع” الحديدة نيوز” قائلةًً: أتقاضى مبلغ زهيد مقابل هذا العمل لكنه يشكل بالنسبة لي الأمل والحياة كما أنني أشعر بسعادة كبيرة لأنني أعمل ، على الرغم من انني اعيش في مجتمع يعارض خروج البنت للعمل بشكل عام الا انني احاول ان ادرس واجتهد بدراستي واعمل بأقصى جهدي لتامين ما يلزمني ، لقد أصبحت الإبرة وحبات الفل رفيقة دربي ، ارى احلامي تنتسج مع حبات الفل .

 

(بداية الأمر)

أجبر الفقر الشديد والمرض أمل على العمل منذ بداية طفولتها من اجل الحصول على ثمن العلاج الذي تتعاطاه نتيجة إصابتها بمرض الأعصاب حيث تقول: منذ ان كان عمري عشر سنوات واني ابحث عن بديل للفقر الذي كاد ان ينهك جسدي المريض، لعدم تعاطي العلاج، واحلامي التي لا تفارق افكاري، ففي كل يوم ابحث عن عمل، بينما الأطفال من عمري يلعبون في الشوارع، ويذهبون للمدرسة بينما أنا أقوم اثناء الاستراحة والحصص الرياضية ببيع البطاط ، واعمل في المنازل لغسل ملابس الناس ،وتنظيف البيوت باجره بسيطة، مع احتقارهم لي الى ان وصل عمري 18 ، وبدات اكبر واخجل من الذهاب الى المنازل او البيع في المدارس والشوارع لجلب القليل من المال ما يكفي لشراء دفاتر واقلام وعلاج نهاية كل أسبوع.

(قليل من يثق بمهارات الاخرين)

تتذكر امل كيف بدأت العمل في الفل حيث تقول : تحدثت مع موزع الفل وقلت له اريد ان اعمل ، وإن كان المردود قليلاً ، رأيت نظراته توحي بعدم الثقة ،ولكنني توسلت اليه كثيراً، فقال لي سأعطيك كمية من الفل، بشرط تشتغلين من غير مقابل، وفي حال اعجبنا شغلك سأعطيك كل يوم، وافقت على شرطه وفي بداية عملي واجهت الكثير من الصعوبات ،ويوماً تلو الآخر تحسن عمل يدي، واصبحت أنسج الفل بأشكال متعددة وجميلة.

(مرض ومعاناة)

تصارع أمل يومياً من أجل البقاء على قيد الحياة، فهي تواجه الموت بشكل مستمر، بسبب مرض الصرع الذي تعاني منه ،ويتسبب لها بتشنجات كبيرة يهتز لها جسمها وينقطع نفسها ، كما انها لازالت تواجه صعوبة كبيرة في الحصول على قيمة العلاج ،الذي يكلفها شهرياً مبلغ يفوق 30000 ريال ، وهو مبلغ كبير بالنسبة لها تعجز عن توفيره ، كما انها تعاني بسبب النزوح من منزلها في قرية منظر بسبب الحرب ، ولهذا فإن حالتها الصحية تتدهور .

وتختم حديثها بالقول : قد لاتنتهى الكلمات او العبارات لوصف ما أعانيه انا وغيري من البنات اللواتي يعانون من مرض وحلم ولكن وصيتي لمن يقرأ كلماتي ان يقدم لي المساعدة من اجل شراء العلاج لأخفف من معاناتي مع المرض ، كما ادعوهم الى زرع الأمل ولو بحبة عدس والنظر للحياة وكأنها طريق الاحلام الذي يوصل الى النهايات السعيدة.

عن Admin

شاهد أيضاً

“قصة مروى : خداع بائع الطعمية ومأساة الحب الخاطئ”

‏‏  3 دقائق للقراءة        534    كلمة الحديدة نيوز / عهود بشير  تقدمت الشابة مروى، البالغة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *