بائعات اللحوح في«الحديدة»: لماذا تراجعت مبيعاتهن في رمضان الجاري ؟

‏  4 دقائق للقراءة        677    كلمة

الحديدة نيوز- منتهى حسين :

في سوق المطراق وبجوار باب مشرف وسوق الصبالية بمدينة الحديدة،ترتص العشرات من النساء بمختلف أعمارهن لبيع ما يصنعنه من الخبز الرقيق المسمى محلياً بـ”اللحوح” والذي يزداد الطلب عليه خلال شهر رمضان أضعاف ما يباع خلال باقي أيام أشهر السنة، ويعتبر اللحوح من أهم مكونات المائدة الرمضانية في محافظة الحديدة،إسوة بباقي المحافظات اليمنية،حيث يحرص اليمنيون على أن يدخل ضمن وجبة الشفوت المكونة من الزبادي أو اللبن وخليطه الممزوج بالثوم والفلفل الحار،كما يحرصون على أكله مع الإدام وباقي أنواع المطبوخات .

 

أسباب معيقة 

تجهيز اللحوح  أصبح مرهقاً لدى العديد من النساء القاطنات مدينة الحديدة،وبسبب ذلك يفضل الكثير منهن في الوقت الراهن شراءه من نساء أخريات يتفنن في صناعته ويتوارثن هذه المهنة منذ أعواماً مديدة ،خاصة خلال شهر رمضان.

تحكي شمس،إحدى بائعات اللحوح، لـ”الحديدة نيوز”،كيف تقضي يومها الرمضاني المثقل بالهموم وهي تبيع اللحوح في سوق مكتظ بمئات المارة من مختلف مناطق الحديدة، وتؤكد الفتاة العشرينية ،أنها تكافح من أجل تأمين لقمة عيش لعائلتها المكونة من والدتها وأشقائها الثمانية‘،إسوة بأقرانها من خلال بيعها اللحوح.

وتعاني شمس الأمرين لأنها تخشى بأن تتوقف عن مواصلة عملها في بيع اللحوح لأسباب ترى أنها معيقة لإستمرارها خلال شهر رمضان الجاري.

وفي حديثها لـ”الحديدة نيوز“،تقول شمس« نجتمع مع والدتي وأشقائي كل ليلة لتجهيز المواد الخاصة باللحوح،وتبداء والدتي بعد فجر كل يوم بعجن الذرة والدقيق بعد وضع كميات من الماء والخميرة والملح والشماروالبصل المهروس عليه،وبعد أن تكون العجين غليظة القوام وشبه سائل تترك للتخمر مدة ساعتين».

بعض الفتيات اللواتي يسكن بالقرب من منزل شمس يأتين في بعض الأيام ويتطوعن لمساعدة شمس ووالدتها في تجيهيز اللحوح.

تصعد شمس ووالدتها إلى سطح منزلهم حيث يوجد فيه الفرن الخاص باللحوح،وهو فرن تشتعل فيه النار بهدوء،حيث يتم صب كميات من العجين ووضعها بشكل دائري،وتخرج اللحوحه بشكل طبقة دائرية رقيقة”.

تواصل شمس حديثها وهي تشرح رحلة يومها الرمضاني«نقوم بتجهيز خمسمائة حبة لحوح،وهي الكمية الأكبر لهذا الموسم من بين الكميات التي تبيعُـها نساء أخريات في السوق،ونبداء ببيعه في الساعات الأولى من ظهيرة كل يوم »

تشكو شمس من عراقيل تهدد إستمرار بيعها اللحوح خلال هذا الموسم،لأسباب عديدة،كما تقول،ومنها انعدام مادة الغاز المنزلي، حيث توقفت شركة الغاز الحكومية من تزويد حارات الحديدة بمادة الغاز طيلة الأسبوع الأول من شهر رمضان،حينها بررت الشركة أن سبب الأزمة يعود لإحتجاز عناصر قبلية للقاطرات المحملة بالغاز في محافظة مأرب،(شمال شرقي اليمن)،وفقاً لبيان شركة الغاز الذي نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك”.

ارتفاع الاسعار  

مشكلة أخرى عانت منها شمس وباقي بائعات اللحوح،وهي الارتفاع المفاجئ في أسعار الذرة والدقيق قبيل شهر رمضان بأيام،حيث قفز سعر كيس الدقيق(50)كيلوجرام، حتى وصل سعر بيعه إلى عشرون ألف ريال بعد أن كان يباع بمبلغ يتراوح من 10إلى 13 ألاف ريال،وأصبح الدقيق يباع بواسطة مكتب الصناعة والتجارة الحكومي  في الحديدة وفق عملية البيع المباشر،بعد أن أعلن مكتب الصناعة عن ضبطه أربعة قواطر تحمل على متنها 2400 كيس دقيق عبوة 50 كيلو جرام كانت في طريقها للبيع في السوق السوداء.

تقول شمس«نبيع الحبة اللحوح بـمائتان ريال،وهو ذات السعر الذي كنا نبيعه قبل عامين،لم نستطيع أن نرفع من سعره لأن الناس ليس قادرين على دفع أي زياده مالية بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي يعانوا منها»

كما تشكو شمس من ارتفاع أجور المواصلات وحركة التنقل بين الحي الذي تسكن فيه ،وبين السوق الذي تبتاع فيه بضاعتها،بسبب أزمة انعدام البترول في الحديدة منذ أكثر من عام ،لذلك فإن بيع اللحوح في هذا الموسم تراجع بشكل كبير مقارنة بالعام السابق .

تتمنى  شمس أن تعود أسعارمكونات صنع اللحوح لسابق عهدها حتى تجني أرباحاً مالية تعودت عليها خلال السنوات الماضية.

 

 

عن gamdan

شاهد أيضاً

عريسان ينظمان مباراة كروية بمناسبة حفل زفافهما  

‏‏  1 دقيقة للقراءة        195    كلمة الحديدة نيوز / منصور الدبعي  للمرة الأولى ربما في اليمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *