رجاء.. مثال لنساء يعشن مخاضات عسّيرة من العنف الأخوي في الحديدة

‏  5 دقائق للقراءة        866    كلمة

صفـــاء السـداوي- منتهى حسين-الحديدة نيوز- خاص  :  

لا تقتصر مسؤولية العنف الموجه ضد النساء على الآباء والأزواج، بل للأخوة نصيب أيضاً في التعنيف ،إذ تحكي قصة رجاء حسن الفتاة الثلاثينية جانب من ذلك العنف المؤلم،والممنوع من التداول في صحافة بلدٍ ،يرى فيه قاطنوه أن الحديث عن تعنيف النساء أمر مايزال غير محبذ.وتشير الإحصائيات غير الرسمية حصل “الحديدة نيوز” عليها، تعرض 122إمرأة لمختلف أنواع العنف في محافظة الحديدة غربي اليمن.

 

مخاضات عسّيرة  :

تعيش رجاء في منطقة حيس(جنوب شرق مدينة الحديدة)،مع والدتها العجوزة  وشقيقها،محاولة التعايش مع لائحة أوامر لا تنتهي،يصدرها شقيقها الوحيد،بين الحين والأخر.

“غطّي شعرك ،لا تلبسي كعب عالي ،امسحي مكياجك”،عبارات تسمعها رجاء،بشكل يومي،وبسبب عدم وجود رادع لمضايقات شقيقها لها،تطورالأمر،بأن قام شقيقها بتفتيش هاتفها المحمول، ،كما تقول رجاء شاكية حالها لـ”الحديدة نيوز”.

سبب تعاسة رجاء هو أنها كانت تعيش تحت رحمة شقيقها، لان جميع شقيقاتها تزوجن وظلت هي في خدمة أبويها حتي تزوجت برجل اتضح لها من بعد أنة مريض نفسي لا تستطيع التعامل معه ، لتعيش تحت سلطة ام زوجها  وتتحمل ظلمها ،ومسؤولية البيت بشكل كامل.

في فترة بعد العصر،كانت رجاء تقوم برعي الأغنام،لمساعدة زوجها على توفير لقمة العيش. وعلى ذلك الحال مرت أشهر منذ أن تزوجت رجاء،وجاء وقت لفرحتها حينما رزقت بحمل طفلة في أحشائها،وضعتها،بعد مخاضات عسيرة في حياتها،لكن فرحتها لم تدم حينما طلقها زوجها،وسلبها إبنتها الرضيعة،بسبب الخلاف الذي كان قائماً بين رجاء وعمتها أم زوجها.

إضطرت رجاء العودة إلى منزل شقيقها،«كان قرار عودتي لمنزل شقيقي صعب للغاية لكنه للأسف تحقق،إذ أنني عانيت معاناة لا حصر لها،فبعد عودتي منعني شقيقي من ممارسة حقي الطبيعي باختيار ملابسي ومظهري. وفي كل مرة كنت أرضخ وأغيّر شكلي لتجنب المشاكل معه، فتمادى وأصبح يفرض عليّ ما ألبسه داخل البيت وأقوم بخدمة زوجته وبناته وعندما ابكي وأدعي علية تهينني أمي،لأنها لا تريد أن تخسر نجلها الوحيد،كما تعتقد». تقول رجاء لـ”الحديدة نيوز”.

 

تسّلط ذكوري  :

تحوّلت إهانات شقيق رجاء إلى عنف جسدي، لأنها لم تجاره، وتشرح رجاء ماكان يحدث لها مع شقيقها قائلة:«تهجم علي ،شتمني ،وضربي ،وضرب أمي حين دافعت عني، وقال لي هذة الكف اعتبريه البداية، والله لأنحرك وأقتلك ،وكان سبب كل تلك الشتائم والتهديدات هو أني رديت عليه، حين تحدثت برأيي عن خطيب إبنته»

مضيفة القول:« كان رد أمي عجبك اللي سويتيه استفزيني أخوكي، على اعتبار أنّه عصبي ويجب طاعته، لأنة كما تقول ابن المنى وحيدها ،تلك المعاملة جعلتني أعيش مرارة الظلم من أهلي وأهل زوجي وعندما أطالبهم بأن يطلقوني وان يحضروا لي ابنتي يرفضون بحجة إن احنا ناس لنا قيمتنا بالمجتمع ولن ندخل المحاكم أبداً،إذ يقولون لي، إبنتك انسيها نهائيا تعيش عند أبوها أفضل فيرى المجتمع أن ما يحدث داخل البيت هو من شأن أهل البيت مهما كان».

 

مساحات مغلقة:

لا يتجرأ أحد على إنقاذ المعنفات او المظلومات من قبل أهلهن بحجة أنهم أهلهم،ولهم سلطات مطلقة في التحكم بهن، وهم أحرار. تأزمت حالة رجاء النفسية بعد تبرير والدتها لأفعال شقيقها فلجأت إلى إخبار أشقائها من والدها. فكان ردهم كرد أمها لأنهم لا يريدون الدخول بمشاكل مع شقيقهم . فتعدى أخوها عليها من جديد فأرادت أن تلجا للشرطة فمنعتها شقيقتها الكبرى قائلة:« تريدين أن تجلبي لنا العار وكلام الناس ..اصبري والله بيفرجها ».تؤكد رجاء مأساتها.

تمكنت رجاء من الذهاب إلى  شيخ الجامع المجاور لمنزل والديها، لعلها تلاقي حل في حياتها المعنفة عند أهلها، ومساعدتها في الطلاق ،لعلها تتزوج برجل يكون أباً وأخاً لها بعد وفاة أبيها فكان رد الشيخ لها عن طريق زوجتها:« أنا لا استطيع التدخل بشئونكم الداخلية ، سأحاول أن أتحدث  مع وجهاء المنطقة التي يعيش فيها زوجك ،ووصل خبر لجوء رجاء لشيخ الجامع لشقيقها فضربها ضرب عنيف لم تستطيع ان تقاوم. لتاخذها والدتها ويخرجن من البيت لبيت إحدى بناتها المتزوجات ولكنها كانت تعنف ابنتها لفظياً لماذا ذهبت.تتمنى رجاء أن تحصل على الطلاق من زوجها ،وتضم ابنتها لحضانتها.

تقول صبحية راجح،رئيسة اتحاد نساء اليمن في الحديدة،أنه«كان بالإمكان لرجاء أو غيرها من النساء اللاتي من المثبت أنهن يتعرضن للتعنيف المفرط والمحرم شرعاً،وقانوناً،أن يلجأن بعد الله إلى إتحاد نساء اليمن،إذ أن مشاريع الإتحاد معروفة في توفير المساحات الآمنة، حيث تعمل تلك المساحات على إكساب النساء المهارات والحرف والمهن التي يساعدهن في الحصول على مصدر دخل دائم وتحسين المستوى المعيشي لهن ولأسرهن، وتأمين متطلبات الحياة، في ظل الحرب وتدهور الوضع والأزمات الاقتصادية التي يعاني منها اليمن».

وتضيف راجح القول في حديثها لـ”الحديدة نيوز”: «المساحات الآمنة التابعة للإتحاد تقدم عدداً من الخدمات للنساء والفتيات، منها دعم الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وخدمة الدعم النفسي والصحي والقانوني وخدمة التدريب والتأهيل،وكل هذا لن يتحقق إلا بدعم وتجشيع المجتمع الرافض للعنف الممارس ضد النساء».

 

عن gamdan

شاهد أيضاً

من ينقذ الموهبة حسان ريان !!

‏‏  2 دقائق للقراءة        214    كلمة الحديدة نيوز / كتب / منصور الدبعي  هذا حسان ريان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *