في الحديدة :الحرب تُجبر النساء المعنفات على السكوت

‏  4 دقائق للقراءة        684    كلمة

 

الحديدة نيوز- خاص-علاء الدين حسين :

يتعرض نساء مناطق الساحل الغربي إسوة ببقية نساء اليمن للعنف الجسدي واللفظي والنفسي الممارس بحقهن من قبل أفراد وجماعات دأبت على الإمعان في تلك الانتهاكات منذ زمن، وزادت الحرب الجارية من تفاقم معاناة أولئك النسوة بسبب ارتفاع معدلات الفقر،والمرض،إضافة إلى مشكلة النزوح الإجباري من مناطق سُكناهن.ولم تفلح الجهود المبذولة من قبل المنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق المرأة التقليل من نسبة النساء المعنفات في محافظة الحديدة(غربي اليمن)،بسبب عدم استمرارية البرامج التي تُنفذ لفترة زمنية قصيرة،ولأسباب أخرى متعلقة بظروف الحرب التي ما تزال تدور رحاها منذ نحوخمسة أعوام.

 

عنف حد الإجرام :
كوكب فتاة عشرينية يتيمة الأبوين،من منطقة “الجراحي” تعرضت للحرق والضرب المبرح من قبل شقيقها الأكبر بسبب رفضها الزواج من صديقه الذي يكبرها بنحو ثلاثين عاماً،ولم يكتفي شقيقها عند هذا الحد من العنف،فعمل على تهديدها بالقتل إن تحدثت لأحد،ولم تمضي أيام حتى قـُتل شقيقها برصاص قناص خلال إحتدام المواجهات المسلحة بين أطراف النزاع في المنطقة.أكملت كوكب علاجها في قسم الحروق بالمستشفى الجمهوري،بعد أن نزحت هي وشقيقتها إلى العاصمة صنعاء بسبب إنعدام الأمان في منطقة سكنها الأصلي.


تحكي كوكب لـ”الحديدة نيوز“،معاناتها ،قائلة«لم أكن أجروء على فتح فمي وأنا أقاسي الألم جراء حرق شقيقي ليدي اليمنى، حتى أن شقيقتي وزوجها لم يكونوا يعلموا ما حصل بي من عنف،إلى حين إجتماعنا في منزلهم،وبعد أن قُتل عدد كبير من أبناء القرية قرر أهالي قريتنا النزوح ،فنزحت أنا وشقيقتي وزوجها إلى العاصمة صنعاء،واليوم نعيش في منزل للإيجار،ولا أستطيع أن أساعدهم وأعمل في أي مهنة بسبب إصابتي بالحروق ،حيث مازلت أتلقى العلاج الطبيعي في إحدى المراكز الخاصة وبتمويل من منظمة محلية».في الأيام الأولى لإندلاع الحرب،وفي منطقة جبل رأس في محافظة الحديدة، أقدم شاب ثلاثيني بذبح زوجة أخيه بسكين وفصل رأسها عن جسدها، ثم أقدم على قتل زوجته عند علمه بأنها اكتشفت قتله لزوجة أخيه، حينها حضيت الجريمة استنكار وتضامن واسع من قبل أبناء الحديدة مع الضحيتين،الأمر الذي دفع الجهات الامنية والقضائية إلى سرعة القبض على الجاني ومحاكمته وإعدامه. وبعد أشهر من تلك الجريمة،وقعت في قرية الخوبة بمديرية اللحية التابعة لمحافظة الحديدة جريمة قتل أخرى ،حيث أقدم مواطن في العقد الثالث من عمره على قتلعمته أم زوجته ، برصاصتين من مسدس شخصي ما أدى إلى وفاتها على الفور، ثم أطلق رصاصة في رأسه منتحراً.

جهود تحتاج الاستمرار :
دقت تلك الجريمتين،وجرائم أخرى مماثلة ناقوس الخطر المتربص بالنساء اللواتي لا يحضين بحماية مجتمعهن من العنف المفرط والذي يتحول إلى جرائم شنيعة في بلد بات يفتقر لأدنى مقومات السلم المجتمعي في وقتنا الحاضر.
تقول الناشطة والمحامية ياسمين الهبري،أن” تزايد جرائم العنف الموجه ضد النساء في اليمن خلال فترة الحرب الجارية أصبح أمراً مقلقاً،وأنه يتوجب على رجال الأمن والقضاء العمل على حماية النساء وتطوير التشريعات الكفيلة بحقوق حماية المرأة في اليمن،والعمل على مناهضة العنف الموجه ضدها بشتى السبل”،وتضيف ياسمين في حديثها لـ”الحديدة نيوز”، القول،”لقد كفلت الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية حماية المرأة من العنف أياً كان شكلة، لكن المشكلة تكمن في تطبيق تلك المواثيق، خاص في فترات النزاع المسلح”.
بدورها تؤكد رئيسة إتحاد نساء اليمن فتحية عبدالله على ضرورة محاربة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، وتتحدث فتحيه لـ”الحديدة نيوز”،عن تجربة المنظمة التي ترأسها في مجال مكافحة العنف ضد النساء “منذ تأسيسه يعمل إتحاد نساء اليمن على التخفيف من مظاهر العنف القائم ضد النساء في اليمن،وفي مدينة الحديدة توجد دار خاصة بالفتيات المعنفات وبالنساء اللواتي لا يتقبلهن اهاليهن بعد انقضاء فترة محكوميتهن في السجن المركزي، وتعمل الدار تحت إشراف مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل” تقول عبدالله ،موضحة ،بأن الإتحاد نفذ البرامج والرؤى في الفترات السابقة بالاشتراك مع منظمات دولية،لكن من أجل أن يستمر عمل تلك البرامج والانشطة،فإنها بحسب فتحية “تحتاج لدعم دائم حتى تستمر لتقديم الخدمات والمناصرة للنساء المعنفات في محافظة الحديدة،وفي كافة المناطق اليمنية “.

عن arafat

شاهد أيضاً

مؤسسة إخوان ثابت الخيرية تقدم كمية من الأدوية لهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة

‏‏  2 دقائق للقراءة        361    كلمةهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة تتسلم كمية من الأدوية من مؤسسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *