” أنين مواطن ” بقلم سهام باشا

‏  6 دقائق للقراءة        1010    كلمة

الحديدة نيوز _ سهام باشا _ خاص

{أنين مواطن}

كلمات موجعه تسطرها لنا يوميآ الصحف والمجﻻت وأخرى نقرأها على وسائل التواصل اﻹجتماعي.. من جوع ، وفقر طاحن ، وقتل وكلها ﻻ توحي باﻷمن واﻷمان الذي نريد أن نلتحفه تحت سماء يمننا الذي تعالت فيه أصوات الرصاص على أصوات العصافير..
حكايات مؤلمه يعيشها المواطنين اليمنيين يأبى قلمي على أن يدونها وأجبره كارهآ على تسطيرها لنقل معاناة ذلك المواطن المسكين ، لعلنا نجد من يمد يد العون لهم… إلى من يهمه اﻷمر..

غابت الطوابير المدرسيه الصباحيه في مدارسنا اللتي أغلقتها الحرب الظالمه على اليمن لتفتح طوابير من نوع آخر نشاهدها مؤخرآ على مدار الساعه أمام كل محطه للمشتقات النفطيه بعد أن غابت لفتره وجيزه فرح فيها المواطنين لتوديعهم ذلك الطابور المريراللذي يكون له أول ولن يكون له أخير لتبدأ أزمة إنعدام المشتقات النفطيه وإرتفاع أسعارها تقرع بطبولها مجددآ ليرقص على وقعها المفزع من باع الضمير على موت ذلك المواطن اﻷسير.. (أسير الحرب)

مشاهد صراع المواطن مع إنعدام والغاز – والبترول – والديزل اللذي هو المقوم اﻷساسي للعيش وما تخلفه من إرتفاع للمواد الغذائيه صراعات ليس لها نهايه ، بسبب لعنة حرب لم تتزحزح وكأنه أعجبها المكان وحلت.

العم سعيد / إسم على غير مسمى فقد سرقت الحرب منه سعادته ، وعبثت بكيانه كغيره من المواطنين الضعفاء ..
العم سعيد… أب ل 8 أوﻻد ، اﻹبن اﻷكبر له 23 عامآ يدعى عادل.. لم يكن القدر عادﻵ معه على حد وصفه
كان يعمل في أحد المصانع بملغ زهيد بالكاد يغطي إحتياجات أسرته مع غﻻء أسعار الموداد الغذائيه وزيادة الجرعات اللتي يتجرعها المواطن اليمني مع إندﻻع الحرب اللتي شوهت كل معاني العيش الهني في اليمن.

الشاب عادل شاء الله أن يبقى مقعدآ وضحية وطن بﻻ أمان بسبب شظيه بترت قدميه أثناء تأديته لعمله جائت من لعنة حرب ظالمه ﻻ تفرق بين الجاني والضحيه.. ويبقى واحدآ من آﻻف الضحايا اللتي تطايرت أشﻻئهم وأستنزفت دمائهم في ظل حرب غاشمه ﻻ ترتكز على أي نوع من اﻹنسانيه.

الوالد سعيد سرقت منه سعادته برؤيته ﻹبنه مقعدآ على الفراش والذي كان يتمنى أن يكون بجانبه في هذه الظروف القاسيه ويكون عكازآ لكبره ومتكئآ لظهره كما كان في السابق.. ولكنه إحدودب ظهره وضعف ساعده وهو يتجرع مرارة العيش مع أوﻻده الثمانيه.

العم سعيد.. لم يكن سعيدآ بهذا الوضع المأسوي الذي وصل إليه فهو رجل طاعن في السن غير قادر على العمل
ينظر إلى أبنائه فلذات كبده يصارعون مرارة العيش وهو يعتصر ألمآ ليس بيده ما يأمنه لهم من غذاء أو دواء
بعد أن فقد إبنه قدماه في حرب غرزت مخالبها في أرضنا ونهشت في لحم أبنائه الذين ﻻ ذنب لهم سوى أنهم يريدون العيش بكرامه .
إضطر به اﻷمر إلى أخذ موتور باﻷجره لعله يوفر لقمة عيش ﻷبنائه في وقت هو في أمس الحاجه إلى من يعوله
ولكن هذه الحرب غيرت مجرى حياته وحياة إبنه اﻷكبر اللتي سرقت الحرب منه أغلى مالديه بغير رحمه ،
وأطفأت قناديل حياته وقيدته عن الحياه ليجد نفسه نصف ميت ونص حي..

والد عادل يتجول كل يوم بموتوره للعمل في شوارع الحديده ليجمع مصروف ﻷوﻻده بالكاد يكفيهم مع غﻻء اﻷسعار بل ويعطي صاحب الموتور أجرته كبقية المواطنين المعتمدين على هذه الدراجه الناريه في توفير لقمة العيش ﻷسرهم بعد ما قطعت كل سبل العيش أمامهم من إنقطاع رواتب – وإغﻻق مصانع .. إلخ
لتكون بذلك تلك الدراجه اللتي يتجولون عليها تحت شمس حارقه حرقت قلوبهم قبل جلودهم هي أملهم في العيش وتوفير المصروف اليومي لهم وﻷسرهم … بدون إستسﻵم .

ولكن مجددآ أشتعلت نار أزمة المشتقات النفطيه لتلتهم الضعفاء
ليجد المواطنين يصنعون طوابيرهم بأنفسهم تقديرآ لحرب أجبرتهم مرغمين على قساوة العيش ،
وإستجابه لوضع محتوم عليهم لم يقابلوه إﻻ بالصمود..

تحت تلك الشمس الحارقه وقف المواطنين بإنتظار تلك المشتقات ممن باعو الضمير.

هنا الهم سعيد نحتت تعاسة الحرب على تجاعيد وجهه أقسى أنواع الوجع
فهو غير قادر على تحمل ما يسمى [بالمساربه] تحت حرارة الشمس القاسيه وأمام ذلك الحشد المخيف من المواطنين الباحثين عن الغاز والبترول الذي هو المحرك اﻷساسي لحياتهم وﻹنعاش اﻹقتصاد… وقف هذا الرجل العجوز عاجزآ كغيره من كبار السن آخذآ موتوره يدحره بيدين رسمت بعروقها كل معاني النضال والذي هو اﻵخر يعاني أيضآ من نقص في التغذيه أو باﻷحرى إنعدامها مثله مثل هذا الشعب الذي يعاني ، وإستظل تحت إحدى البنايات ينتظر رحمه ممن ﻻ يرحم في ظل حرب جائعه إمتصت ما يسمى بالرحمه من قلوب المصفقين لها.
فهو غير قادر على العوده إلى منزله الذي ينتظره أوﻻدآ جياع ويصارعون المرض..
فمن سيمد يد العون لهم؟!

فالعم سعيد يريد.. والمؤجر يريد .. واﻷزمه تفعل ما تريد.. فهل من مجيب؟!

تلك هي قصة المواطت البسيط سعيد وما خلفته الحرب من مآسي له ولأوﻻاده ، وما تركت له الحرب من وجع ﻻ ولن يندمل.
ومازال هناك الكثير من القصص اللتي تدمع لها القلوب قبل العيون ويأن قلمي عند تدوينها ..
فماذا عساه أن يدون من مآسي إستوطنت أرض اﻹيمان والحكمه.

ويبقى السؤال هنا…. إلى متى؟!

أزمه خانقه خنقت المواطن اليمني الذي ﻻ يدري من أين يستنشق هواء الحريه الذي طغت عليه أدخنة البارود
مشاهد صراع داميه يشهدها وطننا الحبيب بطلها ذاك المواطن اليمني الذي إنحنى ظهره وهو ينتظر إنتهاء مسلسل الرعب.. ليعيش واقع أجمل في أحضان يمن سعيد بﻻ حرب.

عن arafat

شاهد أيضاً

المنصور محمد .. !

‏‏  3 دقائق للقراءة        415    كلمة الحديدة نيوز / كتب / عمار وليد شخصية تحب العمل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *