الحرب تعصف بتجارة العسل في الحديدة.

‏  4 دقائق للقراءة        659    كلمة

الحرب تعصف بتجارة العسل في الحديدة.

الحديدة نيوز _خاص_ حسن يحيى

عبثا يحاول أحد المهتمين بتربية النحل بمحافظة الحديدة البحث عن أماكن أخرى بديلة كمرعى لنحله الذي فقد منه الكثير منذ اندلاع الحرب.

“علي درويش عبدالله” واحد من المهتمين بتجارة العسل وتربية النحل بمحافظة الحديدة، لكن الحرب بحسب “حديثه” قد تسببت في خسارة فادحه لتجارته بعد أن حرم من مناطق تواجد شجرة السلام-إحدى الأشجار التي يتغذى النحل عليها وينسب إليها عسل السلام- بالمحافظة منذ نشوب الحرب فيها.

يقول “علي” لموقع (الحديدة نيوز) أنه يمتلك أكثر من 300 من خلايا النحل وكان يتنقل بها في مناطق ساحلية مثل “المناطق الساحلية غرب بيت الفقيه -الزيدية- القناوص- الزهرة- وادي مور- الضحي” وحرمنا منها بسبب الحرب وتراجع انتاج عسل السلام الذي كنا نعتمد عليه بصورة أساسيه وكنا نحصل على أكثر 500 جالون عسل سلام صافي ولكن للأسف تراجع الإنتاج، ففي هذا العام فقط كان المحصول حوالي 200 جالون فقط وهذه تعد خسارة فادحة عصفت بتجارتنا في انتاج العسل.

ويضيف ان الجالون الواحد من عسل السلام 5 لتر كنا نبيعه أكثر 50 ألف ريال فعندما يتراجع الإنتاج ويصل إلى أقل من 50 % فهذه مؤشر انهيار للأسف في تجارة العسل، بل أن معظم المهتمين بتربية النحل لجأوا إلى بيعها بأثمان بخس.

ويشير بقوله ان الخساره لا تتمثل فقط في تراجع منسوب انتاج العسل بل أن النحل يموت بسبب عدم حصوله على الأشجار التي يتغذي عليها كالمعتاد وبعضها تشرد ولا تعود وكل ما يحصل لنا ولتجارتنا سببها الحرب الجائرة التي حرمتنا من تجارتنا وأخذت منا الكثير.

وتراجعت تجارة وانتاج العسل بشكل لافت في محافظة الحديدة بعد ان كانت أبرز مصدريه للأسواق المحلية والخارجية كونها من اشهر المناطق انتاجا له خصوصا عسل “السلام والسدر” الذي ينتجه النحل عندما يتغذى على اشجار السلام والسدر وتشتهر المحافظة باحتضان هذه الأشجار في مختلف مناطقها خصوصا الساحلية.

ويؤكد ” درويش” أن عسل السدر والسلام يستخدم في معالجة بعض الأمراض ويوصي به المداوون بالأعشاب وكذلك للعرسان وكان يتم تصديره بشكل كبير قبيل انفجار وتيرة الحرب في اليمن.

وعن سؤالنا له عن البدائل التي اتخذها للحفاظ على تجارته فأجاب قائلا ” بدأت البحث عن مناطق بديلة تشبه المناطق التي اعتاد عليها النحل حتى لا يتأثر، فبدات بنقله إلى مناطق جبلية قريبه شرق المحافظة تابعة لمحافظة المحويت ولا زلت أبحث عن مناطق افضل في تغذية النحل من أجل ضمان انتاج كمية كبيرة من العسل لتغطية الخسائر التي واجهتني في الفترة الماضية.

واعتمد عدد كبير من ابناء محافظة الحديدة لهذه الحرفة -تربية النحل وانتاج العسل- كونها تدر أرباحا كبيرة من خلال المبيعات في السوق المحلية على التجار المحليين والتصدير للخارج.

العدوان يستهدف  النحل 

ان استمرار الحرب تعد كارثة وفاقمت من المعاناة الإنسانية، فقد زادت نسبة البطالة مع توقف الكثير من السكان عن مزوالة مهنهم الحرفية والتجارية، ونزوح الآلاف من بيوتهم ولم يُستثن من ذلك المهتمون بتربية النحل وانتاج العسل، بل إن بعضهم اضطر للنزوح مع أفراد اسرته تاركا خلفه “مناحل” كانت مصدر رزقهم الوحيد،فيما البعض منهم لم ينجو من نيران العدوان السعودي الإماراتي، ففي نوفمبر من العام المنصرم استهدف الطيران سيارة محملة بخلايا نحل تابعة لمواطن من مديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، كانت في مهمة نقل النحل من منطقة بني حسن بمحافظة حجه
إلى منطقة آمنه محاولا النجاة من النيران بعد تزايد الضربات فيها.

منذ الوهلة الأولى لمقابلة النحالين وحتى آخر لحظة لوداعهم تظل أسألة محيره تدور في أذانهم من ابرزها ” متى تضع الحرب أوزارها”، يعهدون مضاجعهم كل مساء وكلهم امنيات ان يجدوا لتساؤلاتهم إجابة عند الصباح.

عن arafat

شاهد أيضاً

مؤسسة إخوان ثابت الخيرية تقدم كمية من الأدوية لهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة

‏‏  2 دقائق للقراءة        361    كلمةهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة تتسلم كمية من الأدوية من مؤسسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *