الاعتراف بها حين ولفظها حينا أخر

‏  3 دقائق للقراءة        558    كلمة

مروان

الاعتراف بها حين ولفظها حينا أخر                               

    كتب- مروان حليصي

يعترفون بالدولة وبوجودها عندما يرون أنفسهم بحاجه لها التي ضلوا بتصرفاتهم وسلوكياتهم يعبثون بكل جزء منها وقع تحت أيديهم واليوم يطالبونها بأن توُجد نفسها ، مارسوا كل السلوكيات والأعمال التي تتناقض مع مصطلح الدولة التي لم يعترفوا بها يوما ما لطالما وكانوا يعيشون حياه الترف في ظل وجود تلك الدولة التي لم تتعرف بها دولتهم المشيخية والقبلية والعسكرية ، انتهجوا سياسة الإقصاء والتهميش بحق الجميع حتى شركائهم منذ بداية الفترة الانتقالية وإلى يومنا هذا وجندوا عشرات الآلاف من حاشيتهم بصوره مخالفة للقانون ومضادة لفكره مصطلح الدولة وضد مبدءا قيامها بواجباتها في تحديد شروط التوظيف بمختلف المجالات  بما يتيح الفرصة للجميع ،حولوا كل مؤسسات الدولة التي يتحكمون في زمامها إلى مؤسسات تابعه لهم بدلاّ عن تبعيتها للشعب وهذا ضد الدولة وضد المبادئ والأسس التي قامت عليها الدولة .فهنالك فمازالت حديقة 21 مارس حلماّ يراود الجميع في ظل استمرار تعنت ورفض حليفهم التاريخي الجنرال العجوز من تسليمها إلى الدولة التي بات الجميع يعترفون بها اليوم . رفضوا الاعتراف بالطرف الأخر الذي يزداد كل يوم قوه وحضوراّ كلما أزداد رفضهم له وأبوا القبول بشراكته في الحياة السياسية عبر حكومة الوفاق تعزيزا لسياسة التسلط التي انتهجوها بعد ما يمسى بثورة الشباب . حيث كانت الأيام الماضية حافلة بشتى وسائل الضغط التي عمل قادة الإصلاح وحلفائهم جاهدين عليها لإرضاخ الرئيس هادي للانصياع لمطلبهم في الزج بالجيش معهم في قتالهم ضد أنصار الله في عمران وغيرها من المناطق الملتهبة بحجج عديدة واهية أكبرها الخطر الذي يشكله الحوثي والخوف من انقضاضه على العاصمة صنعاء وكأنهم لا يمثلون نداّ للحوثي في العتاد والسلاح وأنهم شعب الله المختار ، وذلك دون أدنى اعتبار لما ستؤول عليه الأمور بعد ذلك وكأن النتيجة ستكون حتماّ استقرار البلاد واسترداد الاقتصاد لعافيته واستتباب الأمن وليس مزيدا من التدهور الاقتصادي والأمني و انتعاش تجارة الدماء المسفوكة في كل مكان   . فإقحام الجيش في حرب ليس طرفاّ فيها هي أخطر الخطوات التي ستمحى حتماّ كل ما تبقى من أثر للدولة وتحديدا في هذا الوضع الذي تعيشه البلاد على المستوى الأمني المنفلت والاقتصادي المتدهور فضلاّ على حاله الانقسام التي يعانيها الجيش بمختلف تصنيفاته بما لا يتيح فرصة لخوضه أي حروب  ضد أي طرف قبل آن يسترد عافيته قبل كل شي ، علاوة على أن دخول الجيش في حرب مع الحوثيين لن يوقف القتال ولن يحل المشكلة بل أنه سيزيد من المساحة الجغرافية للحرب وستتحول كل الأماكن التي يتواجد فيها عناصر من الحوثي والموالون له من جهة وعناصر الإصلاح والجيش من جهة أخرى إلى ساحات حرب لن تنتهي وتستضاف المزيد من برك الدماء والمزيد من الجراح في عمق الوطن . فذلك المطلب يبدو الانصياع له من قبل قيادة سياسة تملك عصى البند السابع والدعم المطلق من المجتمع الدولي بما لا تخيفها كل وسائل الابتزاز والضغط يبدوا في حكم المستحيل لكونه سيكون مصدر جديد للتهلكة بالوطن والمواطن والغوص بالوطن إلى أعماق الفوضى والخراب . وأخيرا أقول للواهمين بتدمير المؤسسة العسكرية عبر بوابة قيام الدولة بالقيام بواجباتها لن تجدي نفعاّ ، وأقول لهم

تجدي محاولتكم أيها الإصلاحيين في الدخول بنا في متاهات جديدة تحت مبررات قيام الدولة بمسؤولياتها بل عليكم قبل ذلك أن تعترفوا بالدولة في كل شيء وتحت سقفها تكون تصرفاتكم وممارساتكم .

عن arafat

شاهد أيضاً

شخصية العام 2023 😍

‏‏  2 دقائق للقراءة        370    كلمة الحديدة نيوز / كتب / وليدالحليصي ذهب العام 2023 بكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *