التطبيق العملي .. مشكلة مزمنة تؤرق طلاب الإعلام !

‏  5 دقائق للقراءة        955    كلمة

الحديدة نيوز / عبدالرحمن الحاج

تشهد الجامعات اليمنية تدفقاً طلابياً لدراسة قسم الإعلام إلا أن مشكلة غياب التطبيق العملي أصبحت أحد العثرات التي تواجههم أثناء مسيرتهم التعليمية الأمر الذي يجعلهم يتخرجون بدون مهاراة فنية وعملية تمكنهم من الالتحاق في ميدان العمل.

                      *خريجين بلا استعداد للعمل*
الطالبة هبة التبعي مستوى رابع صحافة _كلية الاداب_جامعة تعز تقول بأن غياب التطبيق العملي لطلاب الإعلام يجعل الطالب يتخرج وهو غير مستعد ولا يتملك المهارات اللازمة للعمل في الميدان الإعلامي, مما يجعله يقضي الكثير من السنوات بعد التخرج في دراسة المهارات التطبيقية في المعاهد والإلتحاق بدورات وورشات عمل حتى يتأهل تمامًا للعمل في السوق الإعلامي،بالإضاقة إلى أن الكثير من الخريجين ينصدمون صدمة كبيرة عند خروجهم للميدان ولا يجدوا ما درسوه لمدة أربع سنوات نظريًا على أرض الواقع, فيعزز شعور الندم على سنوات الدراسة والكفاح العلمي الذي قضاه مما يجعل الكثير من خريجيين الإعلام يلجأون لدراسة تخصص آخر بجانب الاعلام.

وقد أوضحت هبة التبعي أن نسبة احتياج الطالب للتطبيق العملي في الجامعات حتى يتمكن من العمل فور تخرجه هو ٩٠%, حيث أن التطبيق العملي هو الجانب الأهم في الإعلام وأن الإعلام مهارة وليست دراسة نظرية وحفظ كلمات جوفاء ننسيها بمجرد اسقاطها على اوراق الإختبار.

ويتفق الطالب محمد الوجيه مستوى رابع إعلام مع هبة ويقول، يؤثر غياب التطبيق العملي عن طلاب الإعلام بشكل كبير خاصةً أن الإعلام يعتبر مهارات معظمها تقنية وميدانية وهو ما ينعكس سلبياً على طالب الإعلام في حالة لم يتمكن من التطبيق العملي خلال مرحلة الجامعة فيتخرج الطالب من قسم الإعلام بمعلومات ونظريات فلسفية الميدان في غناء عنها وما يتطلبه هو المهارات التقنية والفنية التي يوفرها التطبيق العملي.

              *غياب الدعم وضعف البنية التحتية*
الدكتور منصور القدسي رئيس قسم الإعلام بجامعة تعز يقول بأنه لايتم تجاهل العملية التدريبية داخل الكلية ولكن نظراً للبنية التحتية لكليات وأقسام الإعلام بجميع الجامعات اليمنية فإنها تحول دون تطبيق عملي في بعض الأقسام والكليات؛ لأنها لا تمتلك الإستديوهات والمعامل الخاصة لممارسة التطبيقات الإعلامية ولكون توجهات الدولة غير جادة في تجهيز هذه المتطلبات لطلاب الإعلام.
وأوضح بأن أغلب أقسام وكليات الإعلام بحاجة للدعم من أجل توفير الإمكانيات اللازمة لتدريب الطلاب من “معامل، استديوهات وأجهزة” لتدريب الطلاب عليها ومن ضمن هذه الأقسام والكليات هو قسم الإعلام بجامعة تعز.
وأشاد الدكتور منصور القدسي بدور القسم في كلية الاداب بأنهم يعملون على إلزام وتوجيه مُدرسي المقُررات وأن يتم تزويد الطلاب بكل التسهيلات والمهارات التي يمكن تقديمها فيما يتعلق بالجانب العملي بإمكانياتهم البسيطة وبما هو متاح لدى القسم في ظل هذه الأوضاع الراهنة.

      * النظري بجانب العملي*

الدكتورة سامية عبدالمجيد الأغبري رئيسة قسم الصحافة في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، أوضحت بقولها أن بالنسبة للتطبيق العملي للطالب فهو مهم في حياة الطالب العلمية والعملية لكي يكتسب المهارات الإعلامية اللازمة والتي تصاحبه في مجال عمله ولكن الطلاب في كليات وأقسام الإعلام لابد أن يتم تدريسهم الجوانب النظرية لمعرفة الجانب النظري أولاً.
واشارت في قولها بأنه من المفترض أن يُطبق الطالب في الجامعات بشكل محدود وأن يكون هناك زيارات ميدانية للمؤسسات الإعلامة من أجل تطبيق ما درسوه في الجامعات.
وقد أشادت بأن الجانب العملي مكمل للجانب النظري موضحةً ذلك بقولها “أن الجانب النظري والجانب العملي هما عبارة عن وجهين لعملة واحدة” وأن على الطالب أن يجتهد في الجانب النظري وما يحتويه من قواعد الكتابة، مبادئ الكتابة، التصوير والإخراج وغيرها لتتمهد له عملية التطبيق العملي في أي مؤسسةإعلامية أو قناة فضائية في حال أُتيحت له الفرصة .

           *دور القنوات الفضائية*
للقنوات الفضائية دور مهم في صقل وتطوير مهارات طالب الإعلام وفي حديثها ل تقول هبة التبعي أن من واجب القنوات الإعلامية اليمنية دعم طلاب الإعلام والخرجيين ومنحهم فرصة للتدريب والتطبيق وكسب الخبرة من خلال جعلهم يعملون لديهم مع الإشراف والرقابة وتقويم أخطائهم الإعلاميية ومساعدتهم على إجتيازها حتى يتمكنوا ويقدموا محتوى إعلامي كامل ومحترف يرفع من مستوى الإعلام في البلاد.

ويقول محمد الوجيه أن من واجب كافة القنوات الفضائية الحكومية والخاصة أن تقوم بواجبها تجاه طلاب الإعلام في كافة المحافظات اليمنية ومن واجبها فتح البرامج التدريبية أمام هؤلاء الطلاب مثلها مثل نظيراتها في دول الإقليم أو العالم الخارجي، كذلك كل ما نرجوه من قنواتنا الفضائية أن تفتح البرامج البسيطة التي من شأن الطلاب إعدادها وادارتها ليتمكنوا من صقل مهارتهم المعرفية كمهارات مهنية وميدانية.

كطلاب إعلام ونتيجة لغياب الإهتمام بالطلاب من قبل الدولة ومن قبل القنوات والإذاعات وعدم توفر برامج وأجهزة ومعامل للتطبيق العملي أثناء الدراسة فلو أن الطالب أرد أن يقوم بتوفير أدوات خاصة ليتمكن من التطبيق معتمد على نفسه في أبسط الأدوات من كاميرا ولابتوب فقط ستكلفه أقل القليل من ثلاثة إلى أربعة آلاف دولار وهو الشيء المستحيل أن يوفره الطالب في هذه الاوضاع ، فكيف للطالب أن يتمكن من توفير الادوات اللازمة.
كما أشار منصورالقدسي إلى أن القنوات الفضائية ليس لها تواجد في مدينة–تعز – بحيث نستطيع التعامل معها ويتم إرسال الطلبه اليها للتطبيق.

يؤكد الطلاب في جميع كليات وأقسام الإعلام على أهمية التطبيق العملي في دراستهم لأن للتطبيق العملي دوراً كبيراً في خلق الموهبة الإعلامية وتنمية القدرات لدى الطالب بسرعة بحيث لا يصل الطالب إلى التخرج من الجامعة إلا وبإمكانة “كتابة وتحرير الأخبار وصياغة القصص الصحفية بشكل متقن” ففي حال غياب الدولة وعدم تواجد المتطلبات اللازمة لتدريب الطلاب في الجامعات. فهل ستقوم المؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية بدورها تجاه طلاب الاعلام وتتيح لهم فرصة التطبيق معها.

عن gamdan

شاهد أيضاً

تحضير السماد العضوي الكمبوست في ورشة عمل تطبيقية لمنظمة يمن اوهايد بصنعاء

‏‏  2 دقائق للقراءة        277    كلمة الحديدة نيوز / قسم الأخبار   اقامت منظمة يمن اوهايد بالتنسيق …

2 تعليقان

  1. شكراً لمدير الموقع وكل الاعضاء فيه على النشر المتواضع

  2. كلام رائع وجميل يدل على جمال الكاتب واختياره الملامس للقلوب ونقل معاناة الطلاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *