التهديد “الحوثي” للعرش السعودي

‏  4 دقائق للقراءة        750    كلمة

دعبوشي

التهديد “الحوثي” للعرش السعودي

بقلم- يحيى دعبوش

تدرك السعودية خطورة انتشار وتوسع الحركة الحوثيه في اليمن , بعد الإعلان الدستوري وتربعها على القرار السياسي، بواسطة الجنة الثورية المخولة الوحيدة في التعيينات وإصدار القرارات الحاسمة التي تهم اليمن، وعواقب ذلك على الأمن، والاستقرار السعودي كون الخلافات الدائمة مع إيران، والتنافس الشديد في مجال النفط، والعداء المذهبي القائم منذ ألاف السنين، وكون إيران تمتلك زمام الأمور وصاحبه القرار لدي الحركة تمثل أحدى الفصائل لها، في اليمن.

ولهذا عملت السعودية على تغير سياستها مع الحركة، وأصبحت هي من الداعمين لها باتفاق ورعاية وضمانات الدول العظمي، ولهذا نري غياب الدور الإعلامي السعودي والدور الديني المتمثل في أئمة وخطباء كما المساجد، في تناول اي موضوع يخص الجماعة أو المكون أو المسيرة القرآنية، وهذا لم يحدث طيلة السنوات الماضية، لدية مبرراته السياسية لدى أصحاب الجلالة.

تتمحور زيارة الرئيس الأمريكي اوباما للسعودية في هذه الفترة، وتزامنا، مع تولى الملك سلمان تقاليد الحكم في المملكة، ومع تمدد مقاتلين الحوثيين في مناطق حدودية مع السعودية، والفراغ الدستوري في الحكم في اليمن بعد تقديم الحكومة والرئيس هادي استقالتهما، هذا ما تستخدمه الجماعة كورقة ضغط إقليمي.

والزيارة الخاطفة التي قام بها بن عمر المبعوث ألأممي للسعودية بعد ترك الساسة اليمنيون مجتمعون بالقصر الجمهوري لإعلان البيان الدستوري واستغرقت الزيارة عدة ساعات لها مدلول السياسي هل طلب الموافقة قبل أو بعد الإعلان الدستوري وماذا تضمنت الزيارة، المباركة السعودية.

وفي الأيام الماضية تواجد رئيس مجلس النواب اليمني في الأراضي، السعودية لتقديم العزاء في موت الملك عبدالله رحمة الله علية، بعدما تم تقديم الرئيس اليمني استقالته، من منصبه وبحسب الدستور اليمني الشخص الذي يحق له شغل منصب رئيس الجمهورية، هو رئيس مجلس النواب اليمني المتواجد في السعودية منذ أيام، ومن الممكن بأن  يستلم ملف يحتوي على ما سوف يقوم به، من قبل السعودية بمباركة أمريكية إسرائيلية، لوقف الزحف والتوسع الحوثيين، والغريب والغير متوقع بإن تجد السعودية تقف مكتوفتي الأيدي أمام، مخاطر الحوثيين وخطورة توسعهم في اليمن والشريط الحدودي مع المملكة، وهذا مؤشر خطير يوحي باتفاق سري بين الطرفين بعدما خسرت السعودية شريكها الرئيسي “علي محسن” وحزبه الإصلاح (الإخوان المسلمين) بعد تمكن الحوثيين على تجريدهم من قوتهم العسكرية والبشرية وأصبحوا خارج اليمن.

كلها مقومات تتمحور في اتجاه رئيسي وهام جدا، يصب نحو التهديد الحقيقي للعرش السعودية متمثل في حكامها، أما هذا التهديد هو غطاء ومبرر سياسي، يمنح الحركة التوسع تحت مظلة محاربة الإرهاب.

تمتلك  الأسرة الحاكمة في السعودية، حكمة قديمة توارثتها عبر الأجداد مفادها (الشعب اليمني لا يجوع يثار ولا يشبع يغتر) ولكن مع مرور الزمن، وتمر السنين ويتغير الحكام، ها نحن نري الشعب اليمني في الدرك الأسفل من الفقر، وهو يعامل داخل الأراضي السعودية بكل أنواع الذل وغيرة من أصحاب الجنسيات الاخري والغير العربية تتعامل بكل تقدير واحترام معاملة خاصة جدا وكأنها تقول لليمني نترك دمنا العربي جانبا وننسي بان هناك حقوق للجار جاء بها ديننا الإسلامي عبر نبينا محمد صلوات ربي علية.

إن الأجدر للحكومة السعودية لو كانت فعلا تريد الصلاح في اليمن ولأهلة وبحكم صلة الدم العربي المشترك وحسن الجوار، تستقطب المواطنين اليمنيين واستبدالهم  بالعمالة الأجنبية، وتلغي القيود المفروضة على الجار اليمني، كما هي حال الدول الأوربية المحبة لتعايش، وهم من أخذوا تقاليدنا في التعامل وطبقت على ارض الواقع وأصبحوا أكثر قوة وتلاحم.

وقد يكون التهديد الحقيقي للعرش السعودي من التصرفات ضد الشعب اليمني الذي ذاق ويلات الذل من أصحاب الجلالة، بقراراتهم.

وكل تحركات دول الخليج في اليمن، والتظاهر للوقوف معه في أزمته التي انطلقت في 2011م، والعاصفة الربيعية الغربية الموجة للدول العربية، هي توجهات وأوامر خارجية وليست رغبة حقيقية منهم.

ماذا لو تشمل المبادرة الخلية عودة العلاقة اليمنية السعودية ما قبل عام 1990م، وكل دولة خليجية تحتضن بضع ألاف من المواطنين اليمنيين لديها، والغريب بأنها تستمر في ترحيلهم، وهذا ينعكس سلبا على من تم ترحيلهم.

هل تعى دول الخليج خطورة هذا على أمنها واستقراها بعد سيطرة إيران على مفاصل الحكم بصنعاء عبر وكلائها الحوثييون ..

هل تدرك دول الخليج بان مصلحتها الحقيقية مع الشعب اليمني، هي أفضل لها من مشايخها وحكامها، التي تنفق عليها المليارات سنويا.

ومهما كانت الاتفاقات مع القوي السياسية اليمنية سوف تدرك يوما من الأيام بأنها كانت ترقص على رؤوس الثعابين .

قد نشاهد في المعترك السياسي كما قريب، تحول السحر على الساحر كما حصل مع جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت تمويلها المادي والسياسي من الجارة السعودية، والتحالف المذهبي لا يستمر كثيرا، ونحن ندرك العداء الذي يكنه كل مذهب للأخر والأيام القادمة حبلى بحصول مالا يحمل عقباه…..

كاتب يمني

عن arafat

شاهد أيضاً

شخصية العام 2023 😍

‏‏  2 دقائق للقراءة        370    كلمة الحديدة نيوز / كتب / وليدالحليصي ذهب العام 2023 بكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *