“اللحوح المحوَّج، مَنْ أكلَه يتزوَّجْ “… هتافات الباعة لترويج البضاعة
الحديدة نيوز- أنور الطيب
“اللحوح المحوَّج، مَنْ أكلَه يتزوَّجْ “ جملةٌ لهتافٍ تسويقي طريف وجذاب ، وهي إحدى أشهر الهتافات للباعة المتجوِّلين في حارات مدينة الحديدة ، لها وقعٌ موسيقي على أذن مَن يسمعها ، واللحوح هو ( أكلة يمنية شهيرة تُصنع من طحين الذرة) .
يهتف بائع اللحوح العم (أحمد الخادم 45 عاما) بتلك الجملة التسويقية ، واعتاد على ترديدها أثناء تجوّله في حارات المدينة، لتسويق بضاعته ؛ وليُقبِلَ الناس على شرائها .
” هذا الهتاف يردده معظم بائعي اللحوح منذ عشرات السنين ، كنت أسمعه وأنا ما زلت صغيراً ، وعندما عملت في نفس المهنة ، استخدمت نفس الهتاف كونه مشهوراً وعالقاً في أذهان الناس ” هكذا يقول العم أحمد.
بائع اللحوح ليس الوحيد من يردد جملة لتسويق بضاعته ، فهناك الكثير من الباعة المتجولين يستخدمون عبارات للترويج حسب نوع بضاعتهم التي يقومون ببيعها ، فالبعض منهم يضيفُ لها لحناً ونغماً مختلفاً يميّزه عن غيره من الباعة ، كما أنهم يتمعّنون في اختيار الكلمات المناسبة للتسويق ، وتنسيقها وجعلها موزونة وموحّدة القافية على غرار أبيات الشعر .
يا اهل امْقَرْيَهْ ، باغة طَرْيَه
يتذكر (بسام أحمد، 35 عاماً ) هتاف بائع السَّمك المتجوّل في حارته صباحاً ، خصوصاً عند توفر نوع سمك الباغة، والذي يتناوله أبناء المدينة مقليَّاً على وجبة الإفطار . يتذكر هتافه ذا اللهجة التهامية ” يا اهل امْقَرْيَهْ ، باغة طَرْيَه ” الذي حين يسمعه سكان الحارة يخرجون للشراء منه .
ويحكي بسام أن طفله يقبل إليه مسرعاً حين يسمع هتاف بائع السمك ؛ لأجل أن يقوم بشراء سمك الباغة الذي يعشق أكله على وجبة الإفطار ، إذ أصبح هتاف البائع عالقاً في ذهنه ، وينتظره كل صباح .
“وا حلاوه حلِّي وعلى نبيَّك صلِّ “
هتافٌ آخر يستخدمه بائعو الحلوى المتجولين في المدينة ، إذ أصبح هذا الهتاف مرتبطاً بهم .
” لولم أردد ذاك الهتاف لما بعت بضاعتي ” هكذا يقول (ناصر محمد40 عاماً ) بائع حلوى متجول بالمدينة .
ويضيف أنه أصبح مشهوراً بهذا الهتاف ، فكل من يصادفهم حتى في غير أوقات عمله يقابلونه بابتسامة ، و يرددون له هتافه الشهير “واحلاوه حلّي ،وعلى نبيّك صلِّ ” وهذا يشعِره بالسعادة ويقابلهم بابتسامته أيضاً .
بائع الآيسكريم ( أحمد عبايا ) هو الآخر لا تختلف مواقفه عن بائع الحلوى ، إذ أن هتافه الشهير ( قولب حجر يقوي النظر ) والذي يستخدمه لترويج الآيسكريم المصنوع في منزله ، بات هو المعروف بهذا الهتاف ، وببيع هذا النوع من الآيسكريم .
هتافات اختفت
على مرَّ السنين عرَّف الباعة المتجولون بأنفسهم من خلال هذه الهتافات ، حتى أنهم أصبحوا يتوارثونها ، كونها ارتسخت في أذهان الناس ، وارتبطت مع أصناف بضائعهم التي يروجون لها بتلك الهتافات ، وهذا ما أكّده لموقع ” الحديدة نيوز ” الأستاذ عصام الضحوي أحد أبناء مدينة الحديدة ، والذي يشير إلى أن هذه الهتافات مقترنة بسلع معيَّنة ، منها مايزال متداولاً عند الباعة ، ومنها ما اختفى ؛ لأسباب أبرزها التطور الحضاري ، وظهور سلع بديلة .
ويرجع الضحوي إلى ذاكرته القديمة ، ويذكر أنه كان هناك هتافات لباعة متجولين، لكنها لم تكن تلتزم بقوافي معينة كما هو موجود في بعض الهتافات الحالية ، والتي تتميز بوقعها في اذن من يسمعها، ومن تلك الهتافات التي كانوا يرددونها باللهجة التهامية : (ترنج حالي ترنج حالي ) ، (بيصة اموجيد ) ، (قارسو لمبيع )، (كباث بارد كباث بارد )، وغيرها من الهتافات التسويقية القديمة.