المرض والفقر …ثنائي يفاقم معاناة مرضى السرطان بالحديدة

‏  6 دقائق للقراءة        1008    كلمة

 

 الحديدة نيوز : قسم التقارير

مضى عامان على ظهور نتائج الفحوصات التشخيصية، التي تفيد إصابة الطفل “ماجد ” بمرض السرطان، ليبدأ حينها رحلة المعاناة مع هذا المرض ،الذي لم يستجيب لكل الأدوية التي وصفها له  الأطباء.

انتقل ماجد ( 12 عاماً ) بصحبة والده الى مركز الامل لعلاج الأورام السرطانية  بمدينة الحديدة ،لتلقي العلاج المخصص للمرض ( جرع كيميائي) ،بعد أن استسلم والده لنتائج الفحوصات ،التي اجراها في عدة مستشفيات، من اجل ان يطمئن أكثر ويتاكد من إصابة طفله بالمرض.

يقول والد ماجد لموقع ” الحديدة نيوز” لم يكن أمامي سوى الرضى بأمر الله في ما أصاب ولدي، وها نحن نتردد على مركز الامل لعلاج الأورام من اجل العلاج ، معاناة طفلي تتفاقم يوماً بعد آخر ،بسبب المرض وبسبب الفقر الذي نعيشه ،ظروفنا صعبة فأنا أصبحت لا امارس أي عمل الا نادراً بسبب تفرغي لعلاج طفلي ، ولولا مساعدة أهل الخير لنا لكانت معاناتنا أشد .

وعلى السرير المقابل يستلقي الطفل “أكرم”  وهو الآخر مصاب بورم في قدمه يعاني من آلآم هذا المرض ،حيث يقول ” أنا مصاب منذ عدة سنوات وتفاقمت معاناتي كثيراً ، كنت ارغب بالسفر الى الخارج لتلقي العلاج ، لكن بسبب الحصار ، أصبح السفر مكلف ويحتاج الى مبلغ مالي كبير، أتمنى ان ينتهي العدوان والحصار على بلادنا ، من اجل ان نستطيع السفر وتتوفر الأدوية المناسبة لعلاج مرضى السرطان .

الحرب تفاقم معاناة المرضى

منذ بداية العدوان على اليمن، تفاقمت معاناة مرضى السرطان، حيث انعدمت الكثير من الأدوية الخاصة بالمرضى  ،كما ان المواجهات أدت الى إغلاق الطرق الرئيسية ،مما جعل الكثير منهم  يسافرون في طرق فرعية بعيدة ،من اجل الوصول الى مركز الأمل لعلاج الأورام من اجل تلقي العلاج.

وفي الحديدة بلغ عدد المرضى ،المسجلين بالمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان 6300 مريض ،حتى اخر العام 2020 ،يتلقوا جميعهم العلاج بمركز الأمل لعلاج الأورام يتردد يومياً منهم مايقارب 70 حالة ، بحسب ما ذكره مدير المؤسسة الوطنية بالحديدة  عبدالله خلوف، في حفل تدشين حملة سأبدأ عامي بخير، بداية العام الجاري والتي تهدف الى جمع تبرعات للمرضى من رجال المال والاعمال واهل الخير ..

ويضيف  مدير المؤسسة القول “: ان المرضى تفاقمت معاناتهم، واكثرهم من الأسر الفقيرة، ونحن بالمؤسسة نواجه معوقات كثيره ،ولكن نقوم جاهدين بتوفير ما نستطيع توفيره من الأدوية، من اجل التخفيف من معاناة المرضى ،الذين يترددون على المؤسسة من الحديدة ومحافظات حجه والمحويت وريمه ووصابين التابعة لمحافظة ذمار .

يوم عالمي لمكافحة السرطان

ويأتي اليوم العالمي لمكافحة السرطان 4 فبراير 2021 هذا العام، في ظل استمرار الحرب والحصار على اليمن ،منذ أكثر من ستة أعوام، وهو ما فاقم من  معاناة مرضى السرطان بالحديدة ، وتسبب في وفاة الكثير منهم بسبب عجزهم عن الوصول للمراكز العلاجية او السفر الى الخارج لتلقي العلاج.

وأعتبر  وكيل وزارة الصحة العامة والسكان، الدكتور نجيب القباطي، اليوم العالمي للسرطان، فرصة للتذكير بما تعانيه شريحة كبيرة من المجتمع من مرض يتهدد حياتها كل يوم.وأوضح في كلمة القاها يوم أمس 3 فبراير 2021 في فعالية نظّمها صندوق مكافحة السرطان  بصنعاء بمناسبة اليوم العالمي للسرطان “أن مرضى السرطان يحتلون أولوية لدى الوزارة، وسيتم تقديم الدعم والمساندة لهم وتوفير احتياجاتهم من المستلزمات والمعدات والأدوية .. مبيناً أن عدد مرضى السرطان وصل إلى 71 ألف خلال سنوات الحرب نتيجة استخدام التحالف للأسلحة المحرمة دولياً.وذكر أن هناك تسعة آلاف حالة من السرطان تضاف سنوياً، وما نسبته 15 بالمائة بين الأطفال، و12 ألف حالة وفاة في اليمن .. لافتاً إلى ما يعانيه مرضى السرطان في ظل استمرار الحصار الذي منع دخول الأدوية والأجهزة والمعدات الخاصة بمرض السرطان، وكذا استمرار إغلاق مطار صنعاء الذي منع كثير من المرضى السفر للعلاج في الخارج.ولفت الدكتور القباطي إلى الجهود التي تبذلها وزارة الصحة لتخفيف معاناة مرضى السرطان من خلال توفير الأدوية والأجهزة والمعدات وغيرها.

وبحسب تقرير منظمة #الصحة_العالمية، نشرته في 25 فبراير 2020 فإن مرضى السرطان في اليمن، لايخضعون للتشخيص إلا في مراحل متأخرة لا يكون العلاج الشافي خيارا متاحا أمامهم بعد ذلك.

وأشارت المنظمة إلى ان نسبة سرطان الثدي تمثل 25% من أنواع السرطانات التي تصيب نساء اليمن.

وأضافت المنظمة في تقريرها  إنه “في بلد يعاني من تدهور حاد وغير مسبوق في الوضع الاقتصادي والإنساني جراء الصراع المستمر، تمثل نسبة سرطان الثدي خمسة وعشرون بالمائة”.

وأكدت أنه في ظل غياب فرص التشخيص المبكر، فإن المرضى لا يخضعون للتشخيص إلا في مراحل متأخرة.

وحذرت المنظمة من وفاة المصابين بالسرطان إن لم يتوفر التمويل اللازم لعلاجهم. وأوضحت أن الكثير من اليمنيين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج ويضطرون للبقاء في منازلهم دون علاج في انتظار الموت الذي قد يوقف آلامهم.

مركز وحيد للعلاج

ويعد مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية هو الوحيد بالحديدة الذي يقدم  خدماته لمرضى الأورام، ومع انعدام الدعم للمركز، أصبح يقدم خدماته بحسب  الإمكانيات المتاحة لدية ، بفضل الدعم المجتمعي الذي يتلقاه من المؤسسات الخيرية ورجال المال والاعمال حيث تلقى في 28 ديسمبر من العام الماضي 10 ألف قرص من علاج مرضى سرطان الدم (glivec 400mg)مساعدة من مؤسسة يمان للتنمية الصحية والاجتماعية كما تلقى في 10 يناير 2021 (13)صنف من الادوية تقدر قيمتها بأكثر من (10)ملايين ريال مقدمة من مجموعة ثابت الخيرية  إضافة الى مساعدات مالية تم جمعها عبر حملة سأبدأ عامي بخير ..

 

عن Admin

شاهد أيضاً

دعــــــاء.. فتاة تصرخ تعبت من العنف 

‏‏  7 دقائق للقراءة        1274    كلمةدعــــــاء.. فتاة تصرخ تعبت من العنف  الحديدة نيوز // عائشة حسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *