سعوديات على الدراجات النارية.. المملكة على موعد مع التاريخ بعد أقل من شهر

‏  7 دقائق للقراءة        1286    كلمة

 

 

سعوديات على الدراجات النارية.. المملكة على موعد مع التاريخ بعد أقل من شهر

الحديدة نيوز / خاص 

تثبّت الشابة الثلاثينية حنان عبد الرحمن خوذتها على رأسها، تشد المقبض الأيمن مرتين، ثم تنطلق على دراجتها السوزوكي. مقاومة الهواء على وجهها وهي تستمتع بجرعة الأدرينالين، تصفها بكلمة واحدة “الحرية”.

حنان على موعد أسبوعي كل أربعاء مع دراجتها في هذه الحلبة المخصصة للسباق. مشهدٌ جديد على السعودية، ولكنه سرعان ما سيصبح اعتيادياً بدءاً من الشهر المقبل.

السلطات السعودية تحضيراً للموعد المرتقب، أوضحت أن النساء سيُسمَح لهن بقيادة الدراجات النارية والشاحنات وسيارات النقل بالإضافة إلى السيارات. ونفت ما ظنه البعض التباساً حول تسجيل السيارات التي تقودها النساء بأرقام خاصة.

في الوقت نفسه، خفتت سطوة السعادة التي انتابت النساء في بادئ الأمر بعد صدور القرار، وذلك بسبب قلة مدارس تعليم القيادة للنساء وارتفاع رسومها، وبسبب ما أشيع حول مضايقة السلطات السعودية للنساء اللاتي قدن حملة منح المرأة الحق في القيادة.

على هذه الحلبة تدريب وأسئلة كثيرة

ولكن في حلبة سباق الدراجات البخارية تركز حنان عبد الرحمن وصديقتها لين تيناوي، الأردنية ذات 19 ربيعاً والتي ولدت ونشأت في السعودية، على المهمة التي تقومان بها.

وتقول حنان التي تصف نفسها بأنها مدمنة الأدرينالين لصحيفة The Washington Post: “أصدقائي يظنون أني مجنونة”.

في عطلات نهاية الأسبوع تضج الحلبة بسباق السيارات وأصوات محركاتها العالية، ولكن في ليالي الأربعاء تكون الحلبة من نصيب ركاب الدراجات.

فالعباءة رداء غير عملي أو كافٍ للسلامة

تربط الفتاتان حزام الأمان على قميصهما من طراز Harely Davidson وبنطالهما الجينز قبل أن تبدأا التمرين. في هذه المساحة الخاصة لهما مطلق الحرية في اختيار ملابسهما، ولكن لا أحد يعلم على وجه اليقين طبيعة الثياب التي ستلزمهما الحكومة بارتدائها على الطريق. فالعبايات الطويلة غير عملية في قيادات الدراجات النارية، لذا فإنهما تأملان أن يسمح للنساء بارتداء معدات حماية بدلاً من العبايات.

تمتطي السيدتان صهوة دراجتيهما؛ حنان على دراجة من طراز سوزوكي بمحرك سعة 125 سي سي، أما لين فتركب هوندا 250 سي سي تطلق عليها “Honey”.

تمران حول الأقماع البرتقالية وتتدربان على المنعطفات تحت أضواء المصابيح الغامرة، قبل أن تلحقا بمدربتهما الأوكرانية إلينا بوكاريفا (38 عاماً)، والتي تركب دراجة من طراز هارلي.

تعلمت حنان القيادة وهي في الـ 14 من عمرها على الطرق الوعرة على يد والدها، أملاً في أن تتمكن ذات يوم من الحصول على رخصة قيادة. وهو ما سيتحقق الشهر المقبل.

وتقول حنان: “حين صدر القرار عمت الاحتفالات منزلي لمدة أسبوع”.

ودروس التعليم المكلفة جعلتها حكراً على الأغنياء

وتتكلف دروس تعليم القيادة مبالغ طائلة، ومتوفرة في المدن الكبيرة فقط، مما يثير مخاوف من أن النساء خارج إطار النخبة الحضرية المتعلمة لن يصلهن هذا التغيير. وتقول هالة الدوسري، زميلة معهد رادكليف التابع لجامعة هارفارد والناشطة في مجال حقوق المرأة في السعودية: “بعض النساء من بعض الدوائر الاجتماعية دائماً ما كن يحظين بمميزات لم تتح لغيرهن. هذا التفاوت سيزداد. فلا بد من إدماج النساء في المناطق النائية، والنساء المتعلمات اللاتي يواجهن قيوداً مجتمعية، والنساء الأقل ثراءً في دائرة المستفيدات من هذا التغيير”.

ويلزم على النساء اللاتي لا يملكن رخصة قيادة أجنبية أن يدرجن أسماءهن في دروس تعليم القيادة. وتكلف 20 ساعة من التعليم العملي للقيادة في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، التي تحتوي واحدة من المدارس الخمس الموجودة في البلاد، حوالي 700 دولارٍ أميركي.

ويلزم على النساء اللاتي يحسنّ القيادة ولا يملكن رخصة تلقّي 6 ساعات من التدريب، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية، وأضافت أن القاعدة نفسها ستطبق على الرجال.

وقالت الوزارة في بيان لها: “كل شيء يسير حسب الخطة الموضوعة”.

وناشطات: “لا نريد استغلال المرأة اقتصادياً”

ومع ذلك، قادت بعض النسوة حملات على شبكة الإنترنت ضد التكلفة المرتفعة للدروس، ودعت الحملات النساء إلى بدء القيادة في يونيو/تموز دون الحصول على رخصة، ما يعرضهن لخطر دفع غرامة قدرها 40 دولاراً.

وتقول أستاذة تاريخ المرأة في الرياض والتي دعت من قبل لإعطاء المرأة الحق في القيادة، هتون الفاسي: “لا نريد لمنح المرأة حق القيادة أن يصبح طريقاً آخر لاستغلال المرأة اقتصادياً لصالح الدولة”. مضيفة أن دروس القيادة ينبغي أن تكون مجانية: “نحتاج إلى تعويضٍ عما لاقيناه طوال الأعوام الماضية”.

بعض السعوديين يواجهون صعوبة في تقبّل الأمر

يتعامل بعض السعوديين بتشكك مع التغييرات.

ويقول عبد الله الدوسري البالغ من العمر 21 عاماً عن قيادة النساء وهو جالس خارج أحد المقاهي مع أبناء عمومته جنوب الرياض: “إنها أمرٌ جديدٌ تماماً، لذا لم يحظَ بقبول الناس بعد”، ولدى عبد الله تحفظات على قيادة إخوته البنات للسيارة، قائلاً إنَّ والده لن يسمح بذلك.

أما صفية أمين، الأربعينية، فلديها تحفظات على اختلاط الرجال والنساء، على سبيل المثال، في صالات السينما الجديدة، وإن كانت لا تجد غضاضة في قيادة المرأة. وقالت إنها تفضل أن تسافر في سيارة يقودها سائق رجل ليس من محارمها. كما أن بعض العائلات أجبرت على زيادة ميزانيتها لدفع مرتبات سائقين دائمين.

وسجَّلت 70 امراةً أسماءهن في مدرسة تعليم قيادة الدراجات البخارية تسجيلاً مبدئياً، التي يديرها معهد Bikers Skills، لتلقي دروس في القيادة. ولكن حتى الآن لم تحضر منهن سوى ثلاث. بل إن بعض النسوة دفعن رسوم التعلم التي تبلغ 1500 ريال (حوالي 400 دولارٍ أميركي) دون أن يحضرن.

وتقول المدربة وزوجة مالك المدرسة بوكاريفا: “ربما عارضت عائلاتهن الأمر”.

والحماس على أوجه للقيادة كمهارة ومهنة

الإعلامية الكويتية حليمة بولند قالت إنها ستكون من أول النساء اللواتي يفحطن في السعودية، الأمر الذي أثار استياء السعوديات. إذ اعتبره البعض إساءة لمطلب طال أمده.

حتى “أوبر” أعلنت استعدادها لاستقبال طلبات السعوديات للعمل “كابتن سائق” لدى الشركة. ووضعت بعض الشروط للقرار الذي سيفتح الباب أما مهن ما كانت متاحة من قبل.

وأظهر بحث سابق للشركة، أجرته بالتعاون مع شركة Ipsos الفرنسية للأبحاث، أن 78% من السعوديات ينوين الحصول على رخصة القيادة، و31% يبدين اهتماماً بالقيادة كفرصة لتحسين الدخل.

وتحضيرات لتحدي النفس قبل الآخرين

وعودة إلى حنان التي قالت إن عائلتها دعمتها وتدعمها لتحقيق مرادها، قالت إنها لا تناقش أمر القيادة، ناهيك عن قيادة الدراجات النارية، مع زملائها في العمل. وتقول: “ينتابني شعورٌ أن بعض الناس لديهم فكرة سلبية عن هذا الأمر، ولكننا نحاول أن نتجنب الحديث عنه”.

وأضافت إنها تشعر بالتوتر من ردود الأفعال التي ستُقابَل بها في الشوارع في يونيو/حزيران. ولكنها لا تنظر إلى الأمر باعتباره حدثاً تاريخياً.

وتقول: “كل ما في الأمر هو أنني أتحدى نفسي؛ أخرج من حدود مساحتي الآمنة وأكتشف العالم”.

المصدر : عربي بوست “

عن gamdan

شاهد أيضاً

بريطانيا تسعى جاهدة إلى ان تكون قوة مهيمنة على العالم

‏‏  3 دقائق للقراءة        420    كلمةبريطانيا تسعى جاهدة إلى ان تكون قوة مهيمنة على العالم. تسعي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *