الحديدة : الزواج المبكر ..وأد البنات بالطرق الحديثة
الحديدة نيوز/ فؤاد محمد
انه قتل لبرآة الطفولة..ونزع حق من حقوق الطفل التي يجب أن يعيشها في إحدى أهم مرحلة من مراحل حياة الإنسان..فالطفولة بالنسبة للإنسان هي الفترة التي يحق له عيشها بكل الوسائل المتاحة.. والأساليب التي لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية.
قبل الاسلام كان يقوم الآباء الذين يرزقون بالاناث على قتل بناتهم من خلال دفنهم ووأدهن بالتراب ..وفي زمننا الحاضر عادة تلك الصفة ولكن بأسلوب حديث ومتطور ..من خلال ارغام الصغيرات على الزواج في وقت مبكر وهو ما يؤثر على الفتيات بشكل مباشر وغير مباشر وقد يؤدي في معظم الحالات إلى الوفاة..وهو القتل الغير المباشر للفتيات.
في محافظة الحديدة أصبحت ظاهرة زواج الصغيرات منتشرة بشكل كبير وواضح ، مما دفع بالكثير من منظمات المجتمع المدني إلى تكثيف البرامج التوعوية التي توضح اضرار الزواج المبكر ، وتبنت منظمات دولية مشاريع لمناهضة هذه الظاهرة والمطالبة بوقفها ومخاطبة الجهات الرسمية لإصدار القوانين التي تحد من استمرار وانتشار هذه الظاهرة التي عادت بنتائج سلبية على حياة الفتيات.
إحدى الدراسات التي نفذها مركز الرصد والحماية في منظمة سياج للطفولة، اشارت أن ما لا يقل عن 60% من الفتيات اليمنيات يتزوجن قبل بلوغ الثامنة عشرة من عمرهن، في حين تتزوج أخريات بنسبة تراوح ما بين 30% و 40% قبل بلوغهن 15 عاماً.. فيما أوردت دراسة ميدانية أعدها مركز دراسات المرأة والتنمية في جامعة صنعاء أن 52% من الإناث تزوجن قبل سن الـ15. وأظهر المسح القاعدي لعام 2000 أن 24.6% من النساء الريفيات في اليمن تزوجن بين سن الـ10 والـ14 عاماً.
تقول منى الخولاني التي أدارت كثير من الدورات التدريبية حول زواج الصغيرات وهي محامية باتحاد نساء اليمن أن كثير من المشاكل الزوجية ينتج عن زواج الصغيرات ، والسبب أن الحالات النفسية التي تكون عليها الفتيات الصغيرات لايتانسب مع الوضع الاجتماعي الذي انتقلت إليه هذه الفتاة وينعدم الانسجام الفكري والعقلي بين الزوجين مما يسبب الانفصال السريع
تشير الفتاة..
ومحافظة الحديدة تعد من المحافظات اليمنية التي تنتشر فيها هذه الظاهره خصوصا في الارياف
تؤكد الدكتور اشواق محرم وهي طبيبة نساء وولادة في كثير من محاضراتها الصحية والطبية أن الجانب الذي تنتقل إليه الفتاة الصغيرة لايسمح بها أن تصبح ام ..والبنية الجسدية للفتيات الصغيرات يكون غير جاهز لان يستقبل جسم اخر داخل ذلك الجسم الصغير بعد حدوث الحمل المبكر وغير قادر ان يقوم بدور الأمومة، وحالات الحمل المبكر الناتج عن الزواج المبكر سبب رئيسي في حدوث وفيات للفتيات الصغيرات بعد زواجهن.
واشارت الدكتوره انها وبحكم عملها كطبيبة تتفاجئ دائما بفتيات صغيرات من الحديدة يصلن اليها للعلاج وهن حوامل ويلاقين مخاطر كثيره وبعضهن يتوفين اثناء الولادة لان الفتاه لازالت صغيرة ولاتتحمل آلآم الولاده
الطفله ( م ، ع ، س ) من احدى القرى بالحديدة أصبحت زوجة في وقت قصير ..وفي الوقت الذي لم تتمكن فيه من تقبل فكرة أن تكون زوجة..أصبحت بين ليلة وضحاها أم..تحمل في احشائها طفل آخر ..تقول الطفلة التي أصبحت زوجة وأم انها عاشت كثير من العوامل النفسية التي انعكست سلبا على حياتها..فالعادات ارغمتها ان تصمت ..الصمت الذي حرمها الاستمتاع بطفولتها وجعلها تتذوق أصناف العذاب بعد زواجها وأثناء حملها وبعد ولادتها القيصرية التي عرضتها للموت ومنعها بعد ذلك القرار الطبي من تكرار الولادة القيصرية.
تؤكد الام الطفلة التي أصبحت مطلقة أن شريط حياتها المخيف الذي عاشتة وتقاسمت مع طفلتها الوحيدة آلامه على مدى سنوات بسبب زواجها المبكر بانها لن تعيد تكرارة مع طفلتها التي ستمنحها كل الفرص التي حرمت منها وستكون عاملا مساعدا لحصول ابنتها على السعادة كلها.
الاخت لمياء محمد ناشطة اجتماعية تقول ان مدينة الحديدة تعاني كثيرا من انتشار هذه الظاهره التي تحرم الطفله طفولتها
وتشير لمياء ان الاسباب كثيره وراء انتشار هذه الظاهره منها الفقر والجهل والعادات والتقاليد في المجتمع ولكن ابرز الاسباب هو الفقر فالأسر تقبل بزواج بناتها نظرا لضعفهم المادي
وتضيف لمياء ان تدهو الوضع الاقتصادي والمعيشي للأسر بسبب الحرب هذه الايام ايضا شجع الكثير من الاسر على القبول بزواج فتياتهن
حيث تسمع بعض اولياء الامور يتحدث بانه لايستطيع توفير لقمة العيش لأطفاله منا يضطر للقبول بزواج بناته من اجل ان يقل عدد افراد الاسرة
الجميع يتذكر قصة الطفلة نجود التي اعترضت على زواجها المبكر بعد أن أقدم والدها على تزويجها من رجل في سن والدها وهروبها من ذلك الزوج ، الرفض التلقائي الذي قامت به نجود كان بعيدا عن أي أفكار سياسية أو بتنسيق مع منظمات مجتمع مدني بل كان بدافع روحي ونفسي قامت به نجود لشعورها الطفولي بأن هذه الخطوة التي أقدم عليها والدها لايجب أن تكون طفولتها هي الهدف وهي القيمة التي يجب أن تدفع مقابل الحصول على المال.