أطفال الحديدة مجبرون للعمل من اجل لقمة العيش
أطفال الحديدة مجبرون للعمل من اجل لقمة العيش

أطفال الحديدة مجبرون للعمل من أجل لقمة العيش

‏  5 دقائق للقراءة        893    كلمة

أطفال الحديدة مجبرون للعمل من أجل لقمة العيش

الحديدة نيوز:  حسن يحيى

 

على قارعة الطريق الممتدة من الحديدة إلى صنعاء، يقف الطفل سالم ، كغيره من أطفال الحديدة ، حاملاً في إحدى يديه إناء فيه ماء وصابون، ويلوح بيده الأخرى لسائقي السيارات والشاحنات بغية غسلها ليجني من وراء ذلك قليلا من النقود يجابه بها مشاق الحياه.

 

منذ أكثر من عام والطفل ” سالم محمد 12 عاماً ” ينصب أحلامه على قارعة الطريق وتحديداً في الأطراف الشرقية

لمدينة (باجل)، أملاً منه في توفير لقمة عيش كريمة، بينما المخاطر تحدق به وأصبحت حياته في مهب العنف

كالحوادث التي تسببت في الإعاقة لكثير من أقرانه.

 

هذا ما أقوم به يومياً

يروي سالم لــ”الحديدة نيوز” تفاصيل محزنة لقصة كفاحه الذي اختطه في القيام بأعمال شاقة وسط قسوة حرارة

الشمس والعنف الجسدي والنفسي الذي يتعرض له، وهو مجبر على ذلك كما يقول، بعد ان تخلى عن مدرسته

في قريته الريفية واتجه نحو العمل في سبيل مواجهة متطلبات الحياة القاسية.

 

ويضيف ” اقوم يوميا بتعبئة السطل من حنفية المسجد وأقف على الخط انتظر الشاحنات والسيارات التي تتوقف

للراحة أو تناول وجبة الطعام في المطعم أو من يقصدون سوق القات واعرض على السائق في مسح زجاج

السيارة او الشاحنة لتنظيفها واتقاضى على ذلك 200 ريال او 300 ريال وهكذا طول اليوم، فكثير من السائقين يرد

علي بقبول عرضي بينما أخرون يرفضون طلبي مستكثرين علي النقود الزهيدة التي أتقاضها.

 

إقرأ ايضاً

الحديدة: عمالة الأطفال.. بين مطرقة الحرب وسندان الحاجة

انام في الشارع 

ويواصل حديثه أضل اعمل واستجدي السائقين حتى يأتي الليل ألتجأ إلى جوار هذا المسجد- مسجد يقع بالقرب

من عمل الطفل سالم- افترش كرتونا وأنام عليه وابقى طيلة الليل أتفزع خصوصا مع وجود المجانين ومن لا

يخافون الله وهكذا اقضي نهار يومي في العمل وراحتي الليلية التي تخلو من مقومات الراحة.

 

سالم كغيره من مئات الأطفال الذين اتجهو إلى سوق العمل، بعد أن دفعتهم ظروفهم الصعبة إلى خارطة خط

الفقر كضحايا انهكتهم الحرب, حيث يزاول الأطفال مهن شاقة تضر بصحتهم وأجسادهم الصغيرة كالعاملين في

ورش اللحام والكهرباء والمبيدات الزراعية التي تؤثر على الجهاز التنفسي, وحمل الاثقال على أجسامهم التي لا

تتناسب مع طبيعة العمل, الذي أصبح بداً منه ومجبرون على ذلك لمجابهة متطلباتهم اليومية.

 شاهد ايضاً

المرأة في الحديدة محرومة من حقوقها في يومها العالمي

 سبب العمل 

ويتطرق “سالم” إلى الأسباب التي دفعت به إلى العمل بقوله ” لا يوجد عائل لأسرتي التي تتكون من 2 اولاد

وثلاث بنات وأمي بعد ان فقدنا والدنا قبل ثلاث سنوات فا ضطريت لترك الدراسة التي وصلت فيها إلى الصف

الخامس وكنت من الأوائل على مستوى فصلي الدراسي لكن ظروفنا المعيشية أجبرتنا على ترك الدراسة

والبحث عن عمل يسد رمق اسرتي واحتياجاتنا اليومية.

 

ويجوب مئات الأطفال أزقة المحافظة ومديرياتها يومياً للعمل مقابل مردود يومي لا يتجاوز 500 ريال، وغالباً ما يكون

ذلك المبلغ الصغير، المختلط بألم الطفولة الضائعة، من نصيب الأسرة التي تنتظر عودة الأب الصغير مساء كل يوم.

 

اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال

دشنت منظمة العمل الدولية اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال في عام 2002 لتركيز الاهتمام على مدى

إنتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم، والعمل على بذل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة.ففي كل عام

في 12 حزيران/يونيو ، يجمع اليوم العالمي الحكومات ومؤسسات أرباب العمل والعمال والمجتمع المدني،

بالإضافة إلى ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم لإلقاء الضوء على محنة الأطفال العاملين وكيفية مساعدتهم.

 

ووفق دراسة صادرة مؤخراً عن منظمة العمل الدولية فإن الأطفال في أجزاء من المنطقة العربية مثل اليمن

يستدرجون بشكل متزايد إلى أسوأ أشكال عمل الأطفال ويتعرضون للاستغلال والاعتداء وسوء المعاملة وانتهاك

الحقوق بشكل خطير ومقلق.

 

وتؤكد بيانات وتقارير رسمية أن هناك تنامياً مخيفا لظاهرة عمالة الأطفال في السنوات الأخيرة في اليمن بزيادة

كبيرة تقدر بأكثر من 80% بالنسبة للأطفال الأقل من 15 عاماً، مقارنة بنحو 38% قبل اندلاع الحرب منذ نحو 8

أعوام.

 

تحدد تقارير خاصة بدراسة ظاهرة عمالة الأطفال أن عمل الأطفال في اليمن يتركز في أشغال وأنشطة شاقة

وخطيرة في قطاعات مثل البناء والتجارة والزراعة ومعظم الأطفال يعملون بأجور متدنية للغاية تصل في كثير من

الأحيان إلى مجرد الحصول على وجبة واحدة في اليوم.

 

لا شيء متاح من أحلام الطفولة في اليمن، فكل شيى أصبح في قطيعة مع الحياة ولا ذنب لهم سوى أنهم ابناء

بلد انهكه الحرب والعدوان وأصبح غالبية سكانه طوابير على عتبة الفقر، ينتظرون آمالا واحلاما ذهبت في مهب

الريح ولم تعد بعد

عن Admin

شاهد أيضاً

بدء أعمال المؤتمر العلمي الثاني “فلسطين قضية الأمة المركزية” بصنعاء

‏‏  13 دقائق للقراءة        2561    كلمة الحديدة نيوز –  صنعاء – رياض الزواحي –  سبأ بمشاركة محلية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *