الحديدة : قصص نجاح  من رحم المعاناة أبو محمد المسني .. إنموذجا” !!

‏  3 دقائق للقراءة        506    كلمة

الحديدة نيوز / فوازالمقطري..

* عندما تفتقر إلى الحنان ، وتفقد السند ، وتغيب عنك معاني الطفولة التي تراها بين أقرانك ولا تعيشها ؛ فذلك عامل إحباطٍ وطريق عبور رئيس للتشرد والانحراف بالنسبة للكثير .
غير أن تلك المآسي لم تزده الإ صلابة وتماسكاً وإصراراً على الحياة بطريقة طبيعية كأقرانه .

– ذالكم هو : أبومحمد المسني .. الذي فقد والديه منذُ نعومة أضافره ، وهو في أمس الحاجة إليهما .
عاش أبامحمد طفولته متنقلاً في عدة مناطق كعامل بناء مساعد لبعض أقربائه .. ثم امتهن الخياطة النسائية وتطريز العبايات وأبدع في مجاله وهو يافعا ً.
إلى أن استقر به الحال في محافظة الحديدة ليعمل بها كبائع ملابس نسائية ورجالية ، واستطاع من خلال هذه الوظيفة المتواضعة الزواج وتكوين أسرة .. ليبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من مراحل حياته المتنوعة ، انتقل خلالها للعمل في مجال بيع وصياغة المجوهرات .

وبنفس العزيمة والإصرار استطاع أن يسبر أغوار هذه المهنة ويبحر في بحرها المتلاطم الأمواج .. بمهارة الربان وإبداع الفنان.
الإ أن هذه المرحلة التي شهدفيها النضج المهني ، والاستقرار العاطفي ، والسمو الأخلاقي .. لم تدم ، بسبب الأحداث التي عصفت باليمن والحرب التي اندلعت منذُ أكثر من أربع سنوات تقريباً .. حيث تصاعدت الأزمة بشكلٍ سريع وعاجل ، وأوصدت الأبواب التي كانت مشرعة أمامه .
– صمد .. وصمد الإّ أن العاصفة كانت أقوى ؛ فجرفته كغيره الكثير من اليمنيين الذين ضاقت بهم الحياة المعيشية وتقطعت بهم السبل .
الأمر الذي اضطره للنزوح عدة أشهر إلى مسقط رأسه في إحدى قرى ريف تعز .
عمل خلالها كبائع في إحدى البسطات على الرصيف ليتمكن من توفير لقمة عيش حلال لأسرته الصغيرة .

– وبنفس العزيمة والإصرار اللتان اعتاد عليهما .. انتقل وأسرته إلى العاصمة صنعاء ، في رحلة نزوح جديدة عانا منها الكثير ، وبحث بكل ماأوتي من قوة على مصدر رزقٍ يقيه وأسرته ذل الحاجة إلى الناس ؛ فقرر بعد وقوف شخص “فاضل” إلى جانبه أن ينشئ مشروعه الخاص.
وبالفعل لم يترك لليأس والإحباط مجالاً للتسلل إليه ، ولم يتح المجال للوقت كي يمر دون استغلاله بما يفيده بمشروعه المتواضع ؛ فعمل على تعلم صناعة البخور والعصور وبدأ بصناعتها في منزله وتسويقها بشكلٍ محدود ، ثم أضاف إليها أصنافًا جديدة كمعطرات الجسم وكريمات ترطيب البشرة .
لينافس بجودة منتجاته الأصناف الخارجية والمحلية ، واضعاً حينها قدمه على الطريق الصحيح في مشوار الألف ميل ، مؤكداً بذلك صحة المثل المتداول (المعاناة تولد الإبداع) .

ولا يعتبر أبومحمد المسني أنه بهذا طموحاته قد تحققت ، وأحلامه انتهت ؛ فهو يطمح باستمرار أن ينشئ مصنعاً متخصصاً في صناعة البخور والعطور وأدوات التجميل .. ليكون دون منافس : ” ملك العطور .. ورائد صناعة البخور وأدوات التجميل في اليمن “!!!

عن gamdan

شاهد أيضاً

مؤسسة إخوان ثابت الخيرية تقدم كمية من الأدوية لهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة

‏‏  2 دقائق للقراءة        361    كلمةهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة تتسلم كمية من الأدوية من مؤسسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *