قصة نجاح لمعاق
علي بحصان

من جدران الإعاقه يفتح ثغرة للنور

‏  7 دقائق للقراءة        1232    كلمة

الحديدة نيوز_  بدر الشرعبي.

لم تمنع الإعاقة ذوي الاحتياجات الخاصة من التفوق ،وتحدي واقعهم ،وكسب الرهان ،بل إن كثيرا منهم كتبوا قصص نجاحهم بفخر وحققوا طموحاتهم ،ومن بينهم الشاب(علي بحصان) الذي استطاع بإرادته القويه أن يهزم المستحيل.

معاق يمني يتحدى الاعاقة
علي أثناء مراجعته للدروس

قصة كفاح من نوع خاص يعيشها الشاب المعاق علي بحصان في حياته ،واجه العديد من الصعاب ومر بتحديات كثيره ،لتحقيق حلمه.
(علي بحصان) شابا في عقده الثالث من محافظة الحديده إزدادت إعاقته عليه تغلباً بعد ولادته ،إلا إنها لم تكن عائقاً له في حياته ،اذ أنه اكمل دراسته الجامعية وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية.

الإعاقه :

خرج علي من رحم أمه مصطحباً إعاقته بجانبه الأيمن والتي اصبحت رفيقة دربه ولم يستطع التخلي عنها منذُ أن شاهدت عيناه الحياة الدنياء . تأتي هذه الاعاقه نتيجة تلف للدماغ غير الناضج في مرحلة النمو قبل الولاده وذالك لسبب مجهول لم يحدده الأطباء ،بل إن هناك عوامل أخرى تؤدي الى هذه المشكلات في نمو الدماغ والتي قد تكون سكتة دماغيه جينيه وهي خلل في إمداد الدم إلى الدماغ النامي أو نقص الأكسجين في الدماغ اثناء الولاده .

شاب معاق يتحدى الاعاقة
الشاب علي بحصان

محاولة التغلب على الاعاقه:

بصوت متقطع ووجه حزين يسرد ( علي ) لموقع” “الحديدة نيوز”  قصة محاولته التغلب على إعاقته البدنيه من خلال إجراء عمليات جراحية ،حيث يقول بعد أن صرت شاباً اُجريت لي عملية جراحيه في مستشفى الأقصى بمحافظة الحديدة على يد فاعل خير رثى لحالتي الصعبه ، فقمت بإجرى عملية إلا إنها لم تحقق نجاح بنسبة مائة في المائة، بسب عدم تواجد الإمكانيات المتاحة في مستشفيات اليمن وانا لا امتلك تكاليف السفر الى الخارج .

تعاني اليمن منذ وقت طويل تردي في الإمكانيات الطبيه وعدم تواجد الأجهزه الكاملة لبعض العمليات الجراحية التي تحتاج ذالك ،ممايدفع بالإنسان المتعسر إلى قبول معاناته المرضيه والرضاء بما هو عليه .

الرغبه والطموح :

.يواصل علي حديثه”  للحديدة نيوز ” قائلاً سأستمر واكافح في هذه الحياة وسأكمل مشوار دراستي مهما كلفني الأمر ،وكل شي مكتوب من الله هو جميل وأؤمن بقضاء الله وقدره.
بعد أن حاول التغلب على إعاقته بالعمليات الجراحية التي لم تجدي نفعا الا انه استمر بمعانقة الامل والطموح الذي تربى مع إعاقته منذُ الولاده وإكمال تعليمه الجامعي والحصول على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية. إن الامل والاجتهاد وتحدي الظروف كلها مصطلحات استطاع أن يقدمها متحدين الاعاقه كما يجب أن تكون .

الإجتهاد والمثابرة :

عندما كانت الرغبه والأمل رفقائه دائماً، وكان عقله الكبير لايستسلم لمصطلح الإعاقه .قرر أن يكمل تعليمه الجامعي مهما كلفه الأمر من معاناه ، والتحق بكليه التربيه قسم اللغة الإنجليزية بعد أن إجتاز إختبار القبول الذي يخضع له كل طالب قبل دخول الجامعه .

بصوت متفائل وإبتسامة تختفي بين تجاعيد وجه النحيل يتحدث قائلا بعد أن تم قبولي في الجامعه بدأت في الإجتهاد والمثابرة ،والإلتزام بدوامي المستمر لأخذ المحاضرات ثم العودة إلى بيتنا الذي يقطن في شارع صدام شمال المدينه والذي كان يسكنه بضع من أفراد عائلتي ووالدي المتقاعد من العمل . عمل والدي كعسكري في إدارة الأمن و غيرها من الجهات الأمنية الأخرى لحماية الوطن إلا أنه في عام 2009 حصل على تقاعد من الدوله ، تكريماً لعدد السنين التي قدم خدماته فيها،
يواصل( علي) حديثه قائلاً كان لوالدي دوراً كبيراً في تشجيعي ودعمي لأكمل دراستي الجامعية وكان سنداً لي في كل خطوة اخطوها ،إلا أن الأقدار شاءت أن تحول بيننا وندخل مأساة جديده سببتها الحرب وتبداء حياتي في تشرد دائم.

نزوح الأهل.

في عام 2018وبعد أن اشتدت الحرب، في مدينة الحديده جعلت من العيش في تللك الأحياء مواجهة يوميه مع الموت تحت أزيز الرصاص وصوhريخ الطائرات ودخان البارود ،والقذائف العشوائية المتساقطه على البيوت الأمر الذي أدى بالمواطنين إلى النزوح وإفراغ منازلهم ،والبعض منهم من باع منزله بالكامل لتسلم روحه من ويلات الحرب.
حيث كان لوالد (علي) قسطاً يأخذه من هذه الحرب فقام ببيع منزله  واتجه إلى محافظة أخرى تارك الحديده تتصارع مع أشباح الموت .
يقدر إجمالي النزوح منذ اندلاع الحرب في محافظة “الحديدة غرب اليمن عام( 2018) بمليون نازح وفق ماقالت الأمم المتحدة في تقرير صادر عن مكتبها لتنسيق الشؤون الانسانيه في اليمن .”

حياة التشرد :

يواصل علي سرد قصته قائلاً بعد أن باع والدي البيت الذي كان مأوى لنا ويستر من حالتنا المترديه ،لم يكن أمامي سوى خيارين أحلامها مر إما البقاء بين الحرب والتشرد لأكمل ماتبقى من دراستي، أو النزوح مع عائلتي وضياع حلمي الذي عانقني منذ الطفوله .
لم يكتفي (علي) من معاناة الإعاقه لتأتي الحرب وتضاعف معاناته بشكل كبير
فبعد أن ودعه الجميع من أسرته ،ظل علي يصارع القدر في شوارع الحديده تحت أزيز الرصاص وأصوات المدافع ليكمل ماتبقى من دراسته الجامعيه .يقول بقيت وحيداً بدون أهل لا ماوي، ولاسكن أحمل هماً كبيراً على كتفي الصغير ، وأتذوق مرارة التعب على لسان الإعاقة، افترش الرصيف، والتحف السماء واتنقل من منزل إلى أخر وكأن الحياة تكرهني ،لم استطع اتحمل اكثر بحثت عن عمل ولم يقبلني أحد بسبب إعاقتي ،إلا إني عملت بائع للماء الثلج في الشوارع أشتري الكرتون الماء وابيعه لأكسب خمس مائة ريال، توفر لي بعضاً من احتياجاتي ، ومع ذالك لم استمر بالعمل ،كان وقتي يمر عكس الجميع ويتزامن وقت البيع مع وقت المحاضرات. إن
العزيمه والإصرار،والتغلب على الصعاب ،كانوا دافعاً لتحقيق حلمه ،وعدم الإستسلام.

الوصول إلى الهدف:

هكذا سافر علي في بحر الحياة الجامعية ، وجعل العزيمة مجدافاً للوصول نحو الهدف، برغم الغيوم التي أغلقت عيناه من رؤية الحياه السعيده .
يكمل (علي) قصته والفرحة تعلوا وجهه ، أنهيت دراستي في الجامعه وارتديت عباية فرحتي ورفعة قبعة التخرج ومن بعد تلك المعاناة الشديده عانقت حلمي بعون من الله تعالى ولن تتوقف حياتي عند هذا الحلم بل ستبدأ عزيمتي بالإنطلاق نحو الماجستير فا الأمل مازال يخفق في قلبي .
هكذا ضرب علي مثالًا طيبًا للشاب المكافح الذي تحدى الإعاقة ولم تتوقف حياته بسببها ، بل إنه سعى إلى النجاح ولازال يسعى دون أن يمل أو يصاب باليأس ، وحتمًا بإذن الله تعالى سيصل إلى تحقيق أحلامه لأنه لا يتوقف عن السعي ولا يشعر باليأس مهما كانت الظروف الصعبة التي تحيطه .

عن Admin

شاهد أيضاً

الفـــرق بين مــمارسة الطب ومــمارسة الجريمة ..

‏‏  3 دقائق للقراءة        519    كلمة الحديدة نيوز / كتب / محمد الشيباني   يقسم ممارس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *